40 لوحة فنية لـ 'شهرزاد' في معرضها الأول
يامن نوباني
في مركز خليل السكاكيني، البيت الكلاسيكي الهادئ، حيث يليق بالشعر أن يُلقى، والآلة الموسيقية أن تدور، والعود أن يعزف، والقلم أن يكتب، والفن أن يُعرض، '40' لوحة فنية، ما بين رسومات الطبيعة الصامتة، والورد، والوجوه، والأجسام، والتكوينات الفنية، والمناظر الطبيعية، والشخصيات، واللوحات المبتكرة، والأطفال في حالة فقر، رسمها ولونها ثمانية من طلاب شهرزاد، تأخذ أمكنتها وزواياها متجاورة حينا ومتباعدة حينا آخر، تتمركز أمام أعين المارة من زوار المعرض، يتفحصونها، يتتبعون خيوطها، وينسجمون بجمالها وعذوبتها.
تقول مؤسسة الجمعية ومديرها العام، دورين منير36 عاما من القدس، بعد قضائي 15 عاما في مجال الفن، والمعاناة التي عُشتها بنفسي من قلة رعاية الموهوبين والفنانين، عزمتُ على إطلاق جمعية شهرزاد للثقافة والفنون، لتكون منبرا فنيا فلسطينيا، ينشر الروح الإبداعية ويعلمها، بدأنا العمل كمركز ثقافي منذ العام 2013، في مقرنا الرئيس بمدينة القدس، قبل الانتقال الى رام الله، وفي مدارس مختلفة بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم في محافظة القدس، بهدف تعزيز دور الفنون المختلفة في حياة الفلسطيني، وتوثيق هوية الفرد بتعزيز علاقته بتراثه المهدد، اضافة لتوفير فرص عمل للفنانين والعاملين في المجال الفني والاداري.
وأضافت، تتميز شهرزاد بأنها أكاديمية شاملة تستهدف جميع فئات وشرائح المجتمع المحلي، ولمختلف الأجيال، حيث يوجد لدينا أطفال في سن الخامسة يتدربون على الرسم والآلات الموسيقية، كما أن هناك كبارا في العمر وبعضهم وصل سن الستين، ويتجه اهتمامنا أكثر صوب المرأة الفلسطينية، خاصة المرأة المهمشة، كما أن لدينا ستة أساتذة يحترفون ويعلمون الرسم الأكاديمي، والرسم على الزجاج، والخط العربي، والعزف، والموسيقى.
بدوره، مدرس التصوير والفنون في كلية مجتمع المرأة في الطيرة، والرسم والخط العربي في شهرزاد، أمجد صبره، تحدث عن مشاركته قائلا: ساهمت بأربعة أعمال فنية، ثلاثة منها بعنوان لوحة شرقية، وتتضمن تكوينات من عناصر شرقية تم تركيبها وتكوينها بأحجام مختلفة لتصنع حوارا شرقيا بين عناصر اللوحات الثلاث، وتنفيذها بأكثر من خامة فنية، واحدة بالألوان الزيتية، تحوي جرة وسجادة بأسلوب فني يقوم على المزج البصري للون، واللوحة الثانية مكونة من عناصر لآلة موسيقية، وهي العود يصنع حوارا مع النرجيلة، وتم تنفيذها بقلم البايلوت الأسود، واللوحة الشرقية الثالثة مكونة من تركيب حروف اللغة العربية وقمت بتنفيذها بالحبر الصيني، أما اللوحة الرابعة فهي لوحة رسم للوجوه، بورتريه لرجل كادح متقدم في العمر.
وأضاف، يأتي الطلاب لتعلم الفنون المختلفة، خاصة الرسم، وفي أغلب الأحيان يكون دافعهم هو الهواية، والبعض ينظر إليها من زاوية تعليمية، فيتعلمون بداية الرسم بالرصاص ثم الفحم ثم ألوان الباستيل والفحم الملون، ويتدربون على الظل والنور والخطوط والمنظور وهي أساسيات الرسم، وآخرون يمتهنونها بغرض بيع رسوماتهم ومساعدتهم في شؤونهم الاقتصادية.
من ناحيتها، قالت الطالبة في شهرزاد، نيفين أبو الولايا 35 عاما: منذ الطفولة وأنا أهوى الفن والرسم، إلى أن قررت تطويرها بالالتحاق بدورة رسم، وبدأت أتعلم أكثر حول الطرق والأساليب الفنية، إلى أن اصبحت أتقن فن الرسم، وأتأثر كثيرا بالحروب والنزاعات التي تُتنج أطفالا مشردين وفقراء، لذا أرسمهم، وأرسم في المقابل الورد، فأدمج بلوحاتي القسوة والسعادة.