سجى اللاجئة: 'التعليم الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تبقي لنا احترامنا'
سجى أبو الطيف، لاجئة فلسطينية تبلغ من العمر أحد عشر عاماً من سكان منطقة الشعف شرق حي الشجاعية الواقع في الجانب الشرقي لمدينة غزة.
يملئ سجى الأمل وهي تحلم بالعودة الى المدرسة، فالتعليم مهم جدا بالنسبة لها؛ لأنه الطريقة الوحيدة لتحقيق مستقبلها وتعزيز احترامها ومكانتها، حسب ما جاء في تقرير لـ'الأونروا'.
يعد حي الشجاعية، حيث يعيش نحو 92000 شخص ضمن مساحة 6 كيلومتر مربع، واحد من أكثر المناطق كثافة سكانية في قطاع غزة.
وحسب التقرير، فإن الحياة ليست سهلة بالنسبة لسجى وعائلتها، فحي الشجاعية واحد من المناطق الأكثر تضرراً خلال الحرب الإسرائيلية خلال صيف 2014، بالإضافة إلى الحصار المستمر منذ 8 سنوات والذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، والذي يقيد بشدة حركة الناس والبضائع، مما يعني أن العديد من اللاجئين غير قادرين على استكشاف فرص عمل خارج القطاع الساحلي.
يعمل والد سجى معلما، ولكن مع العائلة الكبيرة لديه، فانه من الصعب تحمل وتوفير كل احتياجات أطفاله، وخاصة أن أي من أبنائه الكبار يعمل.
وصنف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني البطالة في غزة (41.6 في المائة في الربع الأول من عام 2015) كواحدة من أعلى المعدلات في العالم.
ووفقا للبنك الدولي، فقد ارتفعت معدلات البطالة بين الشباب إلى أكثر من 60 في المائة بحلول نهاية عام 2014.
الشقة التي تعيش فيها سجى مع عائلتها الكبيرة تقع في الطابق الرابع لمبنى متعدد الطبقات، حيث تتألف من خمس غرف، واحدة مخصصة لوالديها، وواحدة لشقيقها وزوجته مع طفلهما الصغير، وغرفة الضيوف، وواحدة كاملة من الأثاث القديم، وآخر غرفة لها حيث تستخدمها للنوم والدراسة.
تقول سجى 'كنت قد اعتدت على النوم في هذه الغرفة، ولكن منذ الحرب أرفض أن أنام هناك'. و'أشعر بالخوف جداً، لذلك أنا أفضل أن أنام في الصالون مع اخوتي وأخواتي، حيث نشعر جميعا بأننا أكثر أمنا هناك'.
ومع بداية العام الدراسي الجديد162015-2016 تستذكر سجى الأوقات الصعبة التي مرت بها خلال العام الماضي عندما بدأت المدرسة بعد الحرب.
تتذكر هذه الطفلة محاولاتها لإنهاء الواجبات المدرسية على الأضواء الخافتة أثناء انقطاع التيار الكهربائي المستمر. فمنذ عام 2006، يعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء مزمنة مع انقطاع التيار الكهربائي المتداول الذي يستمر ما بين 12 إلى 16 ساعة يوميا والذي يؤثر بشكل كبير على المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تزويد أكثر من 70 في المائة من الأسر في غزة بمياه جارية لمدة ست إلى ثماني ساعات مرة واحدة كل 2-4 أيام، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ( OCHA). وللتعامل مع انقطاع التيار الكهربائي الطويل، تضطر العديد من الأسر ومقدمي الخدمات إلى اللجوء إلى مولدات احتياطية، والتي لا يعول عليها بسبب اعتمادها على تكلفه غالية، معظمها لا يمكن تحملها، من الوقود وقطع الغيار.
عندما لا تكون في المدرسة وعندما لا يكون الطقس حاراً جدا، تتمتع سجى باللعب مع صديقاتها في الخارج. 'في الأسبوع الماضي كانت هناك موجة طقس حاره جداً. كانت المنازل مثل الأفران ولم يكن هناك أي مروحة، كما لم يكن لدينا كهرباء لتشغيل مثل هذه المروحة،' تتذكر سجى.
وتضيف: هذا ليس عادلا؛ القراءة أو حتى الذهاب إلى المدرسة خلال هذا الطقس محفوفة بالمخاطر، والبقاء في المنزل ممل حقا من دون وجود تلفاز أو أي وسيلة أخرى من وسائل الترفيه لا يوجد شيء يمكننا القيام به. الحصار المستمر منذ ثمان سنوات والذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، يقيد بشدة حركة الناس والبضائع، مما يعني أن العديد من اللاجئين غير قادرين على استكشاف فرص عمل خارج القطاع الساحلي.
سجى ترافق شقيقتها إلى المدرسة وسط المنازل المدمرة في حي الشجاعية. تدرس سجى في مدرسة الشجاعية الابتدائية المختلطة 'أ'، حيث يتوجب عليها السير نحو كيلومترين يوميا من منزلها إلى المدرسة وبالعكس. ومع ذلك، بالنسبة لها فإن المسافة ليست بالطويلة.
'لا أشعر بأن المسافة طويلة لأنني عادة ما أذهب مع شقيقتي الصغرى وبنات عمومتي، وبعض الأصدقاء من الحي،' توضح سجى 'حيث نمضي الوقت في الحديث عن اصدقائنا والمدرسة والأحداث التي تحدث من حولنا'.