نصر لباد.. بطالة امتدت لـ 15 عاما
عائلة لباد المكونة من 6 أفراد تعيش على شيكات الشؤون
علاء الهجين - يعيش المواطن نصر لباد 60 عاما من حي الزيتون بمدينة غزة منذ أكثر من خمسة عشر عاما عاطلا عن العمل، غارقا في الفقر منذ أن حرم من العمل في سوق العمل داخل الخضط الأخضر منذ منذ اندلاع انتفاضة الاقصى عام 2000. نصر لباد، نموذج لـ 200 ألف عامل يعانون البطالة جراء الحصار الاسرائيلي، وباتت اسرهم التي يعيلونها التي يتمد أفرادها لـ (مليون نسمة) تعيش تحت خط الفقر. ولد العامل لباد وترعرع بمدينة غزة ودرس بمدارسها ولكن الحظ لم يحالفه فقطع درسته وهو بالصف الثالث الاعدادي, والتحق بسوق العمل داخل الخط الاخضر في مجال الزراعة الامر الذي أدخل عليه مالا وفيرا بذلك الوقت. المواطن لباد أب لعائلة مكونة من 6 أفراد اكبرهم 23 عاما, ويدرسون بمدارس الحكومة, واثنتان منهن تدرسان بجامعة الاقصى. يقول لباد: "وانا بعمر الخمسة عشر عاما بدأت العمل داخل الخط الاخضر بمجال الزراعة, وكنت أعمل متنقلا بين محافظات الضفة المحتلة, وكان مجال عملي يدر لي المال الكثير الأمر الذي جعلني سعيدا جدا بما اجني من مال, حتى رفضت قطعيا تعلم صنعة أخرى كي لا اهدر فرصة جني الاموال من مجال الزراعة, حتى بات هذا العمل يأخذ كل وقتي, وكنت ارفض العودة الى غزة لرؤية اهلي سوى مرة واحدة كل شهر تقريبا". ويضيف: "منذ خمسة عشر عاما وانا أعيش على شيكات الشؤون الذي استفيد منه مرة كل ثلاثة شهور, وانا لدي 6 أبناء اثنتان منهن تدرسان بالجامعة وشاب آخر مقبل على الزواج, فالشيك لا يكفي مصروف لابنتي اللتان تدرسان بالجامعة, فكيف سأبني مستقبل باقي أبنائي وازوجهم"؟. ويتابع: "استدين كل فترة من البقالة المجاورة مواد غذائية يحتاجها افراد أسرتي لتسدرمقهم, واحيانا اخرى لا استطيع السداد, وفي كل مرة اعد صاحب البقالة بسداد الدين عند استلام شيك الشؤون ويوافق, ولكن ماذا سأفعل بالأموال التي استملها مرة واحدة كل ثلاثة شهور؟ هل اقوم بسداد ديني ام بدفع تكاليف ورسوم الجامعة لبنتاي الاثنتين؟ ام لإعطاء ابنائي مصروفهم اليومي للذهاب الى المدرسة؟ صدقا بت اتمنى ان لا استلمها مطلقا لأني بمجرد استلامها يبدأ التفكير بماذا سأفعل بها؟ الله المستعان" . وكشف أخر تقرير اقتصادي صدر عن البنك لدولي أن الحصار والحروب وضعف الحوكمة أدت الى خنق اقتصاد غزة, حيث بلغت معدلات البطالة في القطاع الى اعلى مستوى عالميا بما يتجاوز 50 % من حجم القوى العاملة. ويشير الى تدني قيمة المساعدات التي يحصل عليها من اهل الخير والمؤسسات الخيرية والانسانية ويؤكد على عدم كفايتها لتغطية أكثر الحاجيات الاساسية لهم, والمساعدات التي يحصل عليها من لجان الزكاة تعد قليلة ولا تتلاءم مع مستويات غلاء المعيشة المتزايد باستمرار.