مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

حناء مجبولة بالتراب

الاحتلال يهدم مساكن للبدو قرب قرية الطيبة شرق رام الله

 رشا حرزالله

استيقظت النسوة صباح اليوم الخميس، بدأن بجبل حناء العريس سليمان، وتزيينها بالورود، علقوا بدلته في منزله المجاور لعائلته في تجمع بدو الكعابنة في بلدة الطيبة شرق رام الله، تم تحضير كل ما يلزم من الحلويات، كل شيء جاهز لإتمام سهرة الفرح المقررة يوم غد الجمعة.

وبينما النسوة منشغلات بإنهاء الترتيبات الأخيرة، قطع عملهن صوت الجرافات والجيبات الإسرائيلية التي اقتربت من التجمع الذي تقطنه خمس عائلات، لتقلب عاليه سافله، غير آبهين بصرخات النساء ودموعهن.

 أربعة منازل بما فيها منزل العريس، بالإضافة إلى ثلاث حظائر لتربية الأغنام، سوتها الجرافات بالأرض، واختلطت حناء العريس وبدلته بالتراب، بخسارة قدرها أهل التجمع بـ40 ألف شيقل، هدم الاحتلال التجمع؛ بحجة أنه مبني في المناطق 'C' الخاضعة لسيطرته.

لا يبدو على العريس سليمان الكعابنة (25 عاما) الحزن لما أصاب منزله، وبإمكانك أن تعرف ذلك من ابتسامته طيلة الحديث، ليختصر كلامه بالقول: 'يعتقدون أنهم سيكسرون فرحتنا بفعلتهم هذه، سأقوم ببناء منزل جديد، وسأقيم حفل الزفاف رغما عنهم، سبق وأجلت فرحي قبل ثلاثة أسابيع نتيجة التهديدات الإسرائيلية بهدم المنزل، ولكن هذه المرة سأتزوج'.

والدته ذهبت لتفقد منزل ابنها، تحاول إزالة ما تبقى من مقتنيات لم تتضرر، تبحث بين الركام عن بدلته وبقايا الورود، والحناء، والحلويات، لكن محاولاتها باءت بالفشل، لأن الجرافات الإسرائيلية كانت أقسى من أن تترك شيئا دون تدمير، عادت أدراجها للانطواء داخل خيمة قريبة، وهي تتحدث حول بناء المنزل الذي بلغت تكلفته 6 آلاف شيقل، من ألواح 'الزينكو' والخيمة والتجهيزات الداخلية له، وتقول: 'الجنود عملوا لنا حفلة خاصة'.

تقطن عائلة الكعابنة المكونة من 25 فردا، في هذا التجمع البدوي الذي يطلق عليه اسم 'ضويعين' منذ عام 67، لا يهدأ لهم بال نتيجة الاعتداءات المتكررة للمستوطنين من مستوطنة 'ريمونيم' المقامة على أراضي بلدة الطيبة، كذلك من تجمع استيطاني بالقرب من مستوطنة 'كوخاف شاحر' أو ما يطلق عليها اسم 'كوكب الصباح' القريبة.

غالبا ما يقوم المستوطنون بالتسلل ليلا إلى التجمع، والاعتداء على سكانه، وسرقة المواشي، كذلك فإن جنود الاحتلال يأتون بين الحين والآخر لتسليمهم إخطارات بضرورة الرحيل من تلك المنطقة، وتهديدهم بهدمها وترحيلهم بالقوة، ما دفع أبناء التجمع على التناوب على حراسته ليلا، خوفا من تكرار تلك الاعتداءات.

وما زال منزل المواطنة يامنة الكعابنة قائما، حيث لم تستطع الجرافات الإسرائيلية هدمه، نتيجة تصدي رجال ونساء وأطفال التجمع لهم، لكن الضابط الإسرائيلي أبلغها بأنه مصمم على العودة لهدمه الأحد المقبل، إذا لم تقم هي بذلك.

يامنة تسخر من التهديدات الإسرائيلية، وقالت إنها ستدخر مبلغا من المال لشراء ألواح 'الزينكو' وخيمة، لبناء منزل جديد، فيما لو صمم الاحتلال على هدم منزلها الحالي، وترفع أصابعها متوعدة الاحتلال بأنها ستجعل 'الشيب يطلع في لحاهم' طالما هي على قيد الحياة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024