الدولة الانسانية.. الملاذ والحل ! موفق مطر
تؤدي مقولة داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) او ماتسميها (دولة الخلافة) الى دوار (الدولة اليهودية) حيث الحركة الصهيونية, فهنا سيصير اتباع هذه (الدولة) شعب الله المختار الثاني, كما شعب "الدولة اليهودية", وليد قادة الحركة الصهيونية, والاستعمارية, فكل الاستعماريين الذين قضوا او حاولوا القضاء على شعب اصلي في ارض ما أطلقوا على طلائعهم الاستعمارية اسم ( شعب الله المختار) كالانجليز والاوروبيين القدامى الذين انطلقوا من غربها باتجاه قارة أميركا الشمالية وابادوا الهنود الحمر واحتلوا مواطنهم تحت راية ورواية (شعب الله المختار).
خدعوا الناس يوم نصبوا انفسهم سلطة مطلقة وحيدة فريدة لله على الأرض, لهم الأمر والنهي, وبيدهم سيف يجزون ويقطعون باسم الله رقاب من يخالفهم!
دعايتهم, وفتواهم, وتفسيراتهم, وتعاميمهم, وما سمونه زورا وبهتانا بالفقه- وهم اعداء له, لأن الفقه علم ميز الناس في الدنيا, وفرزتهم على اساس العقيدة وكفروا اهل بلاد هنا وهناك, حتى صار الارتداد على الانسانية التي ميز الله بها آدم وحواء وسلالتهما, دينهم المبتدع الجديد, يؤدون تحريق أجساد أبناء آدم احياء كفريضة عبادة, ويسبون النساء, ويبيعوهن في الاسواق كبضاعة, واخترعوا (جهاد النكاح) لشرعنة مهنة التجارة بالجسد!
اصيبت هذه الأمة باعظم كارثة فكرية وثقافية انسانية, حيث افتى -ومازال- ما يسمون علماءها بجواز اقتتال ابناء الوطن الواحد, وكأن دورهم تحليل سفك الدماء, وليس التنبيه الى حرمة دم الانسان على اخيه الانسان, فبات كل واحد من اهل البلد يقتل أخيه صارخا ( باسم الله.. الله اكبر) وكأنه بذلك يضمن مكانه في الجنة.
اقامت الأمم الحضارية صروح "الدولة الانسانية" لتحل محل الدولة الدينية, بعد ان اكتوت بسيوف هؤلاء دعاة الدولة الدينية المتطرفة, فنبذتهم, وحررت الثقافة والفكر, والسياسة, والاقتصاد منهم, والأهم عقول مواطني الدولة من سيطرتهم, ومن قيود تعاميمهم وفتاواهم وتفسيراتهم وكتبهم, التي لطالما قطرت من بين دفاتها دماء ابناء آدم.
أجبرت نيران الدكتاتورية والهمجية, والطائفية والمذهبية, والعنصرية الدينية والقومية مئات آلاف السوريين وغيرهم على طلب النجاة والأمان والسلام والحرية في غير مواطنهم الأصلية, فقضى الآلاف منهم غرقا, حتى صار الطفل ايلان بمثابة المفتاح المحرك لضمائر الشعوب الأوروبية الانسانية, وقلما أحمرا ضرب علامة (×) على كل دعايات ونفايات التمييز العنصري, بين امة الانسان على اساس العقيدة او الجنس او العرق.
لا يمكن لعاقل القبول بتمييز الشعوب ونعتها بأرض ودول الكفر! لأن الحق بائن ولايحتاج لصور الموت والدمار والهجرة والفرار من ظلم الهمجيين والدكتاتوريين على حد سواء, للاقتناع به.. لكنا مازلنا نخشى على مستقبل أمتنا, حيث مازال المستحكمين بامور دينها ودنياها، يرفضون مبدا اعمال العقل, ويفتون به ككفر وفي احسن الأحوال منكرا, فنراها مسدودة دروبها, ومغلقة آفاقها، وضيقة رقعة الحياة على جغرافيتها رغم امتدادها على سطح البسيطة!.
ليس امام الأمة الا اللجوء الى الدولة الانسانية ولكن على ذات جغرافيا اوطانها ودولها, في فكر وعقل الانسان, وثقافة وسلوك المواطن, فاالدولة الانسانية هي الحل.