وداع 'ضيوف الرحمن'... مزيج من الحزن والفرح
جويد التميمي
ابتسامات، فرح ودموع، آهات وأنين، أهازيج وزغاريد، دعوات بسلامة الوصول إلى المملكة العربية السعودية والعودة إلى ديارهم، مشهد يتكرر كل عام، في وداع حجاج بيت الله الحرام لأسرهم وأقاربهم أثناء مغادرتهم ثرى فلسطين.
منازل الحجاج غصت بالأحبة والمقربين، ورغم أجواء الطقس المغبرة التي سادت أجواء الخليل كسائر محافظات الوطن، إلا أنهم كانوا يرددون برفقة أطفالهم وأحفادهم عند خروجهم من منازلهم، وقبل الصعود إلى الحافلة نشيد 'طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا ما دعا لله داع، أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع، جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع' وينادون ويهتفون عند جلوسهم وإقلاع حافلاتهم 'لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، لبيك'.
هي رحلة عنوانها الصبر، وكما يقول المثل 'من ناداه وداه' هذا ما قاله الحاج عامر موسى الشرباتي (55 عاما) لـ'وفا' أثناء وداعه لأقربائه ومحبيه، إنها دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام التي قال فيها 'فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم'.
'المشهد غاية في الروعة والجمال.. بهاء وسحر خارقان'، يوصف الحاج أبو محمد الجعبري المكان الذي انطلق منه حجاج الخليل صوب المملكة العربية السعودية، أثناء عودته إلى عمله بمتجره الواقع في شارع عين سارة.
ويضيف لــ'وفا'، 'إنهم متجهون إلى أطهر بقاع الأرض، لا يأبهون بشيء سوى الدعاء بالمغفرة لنا ولهم، ندعو لهم بسلامة الوصول، والعودة لعائلاتهم وهم في أحسن حال'.
السكن في المدينة المنورة لحجاج فلسطين على بلاط الحرم، وفي مكة يبعد كيلومتر تقريبا حسب ما تردد على مسامعنا من قبل الطواقم العاملة في وزارة الأوقاف، يقول الحاج كاظم حسونة أثناء مغادرته برفقة الحجاج لأداء الفريضة.
ويشير إلى أن 'الأجواء مريحة، والترتيبات جميعها على ما يرام، وزارة الوقاف والشؤون الدينية وشركات السياحة والسفر والحج والعمرة في تعاون دائم لتقديم أفضل الخدمات للحجاج ضيوف الرحمن'.
ادعيس: نقلة نوعية في فنادق سكن الحجاج هذا العام
من ناحيته، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس لــ'وفا'، إن الوزارة أنهت كافة الترتيبات اللازمة للحجاج منذ لحظة خروجهم حتى وصولهم إلى الديار الحجازية، وعودتهم إلى فلسطين.
وأوضح ادعيس 'أن طواقم الوزارة بذلت جهدا مميزا، بغية الحصول على ما هو أفضل لحجاج فلسطين في شتى مجالات رحلة أداء شعائر فريضة الحج'.
وتابع، 'يتضح ذلك من خلال النقلة النوعية في فنادق سكن الحجاج 'التي تبعد عن الحرم في مكة المكرمة 800 متر تقريبا، وفي المدينة المنورة على بلاط المسجد النبوي'، والخدمات المقدمة لهم من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومن يساندها من مؤسسات الدولة.
ونوه إلى أن عدد الحجاج من الضفة وغزة يصل إلى 6000 حاج، بالإضافة إلى مكرمة خادم الحرمين الشريفين لأسر الشهداء، مثمنا التعاون المثمر والبناء بين الوزارة ونظيرتها السعودية ومؤسسات الخدمات والطوافة في المملكة، قائلا: 'هذا التعاون له اثر إيجابي في نجاح موسم الحج، من خلال تسخير جل اهتماماتهم لخدمة ضيوف الرحمن.'
وأشار إلى 'أن الوزارة تبذل كل جهد مستطاع من أجل التخفيف عن الحجاج، وتذليل كل الصعاب أمامهم، وطواقمها في حالة استنفار قصوى ومنتشرة في كل المواقع سواء في المملكة الأردنية الهاشمية، أو في جمهورية مصر العربية، أو المملكة العربية السعودية، لخدمة كافة حجاج فلسطين'.
وشدد ادعيس على أهمية تعاون أصحاب شركات الحج والعمرة مع الوزارة وطواقم العمل لخدمة الحجاج، مع ضرورة الالتزام بالأنظمة والقوانين والتعليمات المعمول بها في منافذ الحدود في الأراضي الأردنية، والمصرية، والسعودية لتسهيل وصول الحجاج.