ضياء يحاكي "ايلان"... لعلّك تصحو !
محمد مسالمة- على وقع المعاناة التي لقيها الطفل السوري ايلان الكردي، يتسلل الشعور الى الطفل الغزي ضياء ملوح الذي أكمل منذ ايام عامه الثاني على هذه البسيطة، فتجده يقلّد صورة "ايلان" التي شاهدها على القنوات التلفزيونية، هزّت ضمير الانسانية. ويترجم ضياء مشاركته لايلان، حين وجد نفسه ملقى على الرمل في حديقة منزلهم في مخيم النصيرات بغزة، وكأنه يحاول ان يتجاهل المعاناة بالنوم ويصحو على وخزات أبيه قاسم الذي هرع اليه ليوقظه، في حين نام ايلان الى الأبد. مشهد الطفل "ضياء" يثير شعور الألم، ويضعك امام تفكير بمستقبل طفل لم يستطع التعبير عن نفسه بالكلمات، وانما يعبر عن مشاركته لأخيه العربي بسلوك جمعهما رغم انفيهما.
قاسم ملوح، والد ضياء يقول لـ "الحياة الجديدة": كنت اتابع ما يجري على شاشات القنوات الفضائية للطفل السوري "ايلان" وصورته التي أثرت في كل العالم، وكان ضياء يتواجد حولي وينظر الى التلفاز بذهول وصدمة. وتابع: بعد مرور وقت بسيط، استفقدت ضياء، وذهبت ابحث عنه في البيت لم أجده، وعندما خرجت الى حديقة المنزل، وجدته ملقى على وجهه، فذهبت مسرعاً اليه، ولأول وهلة اعتقدت ان مكروها ما أصابه، ولكن قبل ان أحاول ايقاظه، عاد في خاطري صورة "ايلان"، وايقنت انه يقلد المشهد الذي لاحظه قبل دقائق على الشاشة.
ضياء: البيبي !
قام عم ضياء بتصويره، وقد استغرق في نومه، "ضياء شقي وتفكيره أكبر من عمره، أيقظته بعدها وسألته مالك؟ فقال لي: البيبي! ". وكأنه يقول أن ايلان كان نائماً ويريد له أن يصحو. وأضاف الوالد: ان سلوك طفله تغيّر بعض الشيء بعد مشاهدة صورة "ايلان"، اذ اصبح عنيفاً وشديداً، "لا يعبر عن نفسه بالكلام، فهو صغير، وانما بات يرفض ويتمرد بعض الشيء، ومن خلال سلوكه افهم انه يريد ان يصبح قوياً وصاحب عزيمة".
ويشعر قاسم بالضيق والغصّة، لانه بمشهد ابنه يتعمق الشعور لديه بأطفال سوريا، وبتفكير ضياء الذي يقلّد ما يراه يتولد لدى ابيه شعور بالخوف أكثر عليه، "أطفالنا تتضح ملامح الهجرة على وجوههم، شعور يجعل عاطفتك تضيق بك". وبصوت يكاد يختنق يختم والد ضياء حديثه: "زمان كان آباؤنا يقولون لنا، الله يعينكم على وقتكم، لأنهم لم يكونوا يعرفون ما الذي سيصيبنا، وانما مجرد شعور بالخوف علينا، والآن نحن نعلم ما الذي يحل بأطفالنا ونرى امام اعيننا ولا ندري ما نقول لهم، ولكن نتمنى لهم حياة وامان". قاسم ملوح استطاع ان يوقظ ابنه ضياء، ولكن والد "ايلان" لم يتمكن من ايقاظ ابنه الذي لم يصحُ، ولم يصحُ معه ضمير مجتمع دولي راقب المشهد المؤلم فحسب!