العلم الفلسطيني يرفرف رغما عن مستوطني الخليل
دعاء زاهدة
بخطوات مترددة، تمشي ليلى الطالبة في مدرسة قرطبة باتجاه الحاجز العسكري القابع على مدخل شارع الشهداء العسكري بخوف من أن يلمح جندي إسرائيلي متمركز على الحاجز، خيوط العلم الأخضر والأبيض والأسود والأحمر في حقيبتها.
تتخطى التفتيش الإلكتروني متجاوزة الجندي الإسرائيلي، وتسابق الخطوات صعودا باتجاه مدرستها، متخذة مكانا في الصف الأول من الطابور الصباحي لتأدية تحية العلم ككل يوم.
تقول مديرة مدرسة قرطبة نورة نصار، والتي تصارع يوميا للحفاظ على فلسطينية المدرسة: برغم تواجدنا بالقرب من مستوطنة بيت هداسا، وبرغم أعين المستوطنين المتلصصة صباحا على المدرسة ترفع طالبتنا العلم في ساحة المدرسة، فرسالتنا واضحة أن طالبنا مثل أي طالب في أي مدرسة أخرى من حقه أن يرفع علمه ويردد نشيده الوطني الفلسطيني، فهدفنا هو تعميق انتماء طلبتنا للوطن فلسطين، رغم محاولات منعنا المتكررة من رفع العلم فوق المدرسة.
وتضيف: هنالك ضغوطات يومية تمارسها سلطة الاحتلال، ابتداء من العبور صباحا من البوابة الإلكترونية، مرورا بالاعتداءات على الطلبة.
مازن العطاونة مدير مدرسة مصباح أبو حنك الأساسية يقف صباحا وأعضاء الهيئة التدريسية إضافة الى 650 طالبا في المرحلة الإعدادية ليقدموا تحية العلم، ويقول: دائما نغذي فكر طلبتنا في الطابور الصباحي أن رفع العلم يحمل دلالة واضحة أنّا جميعا نتوحد تحت هذه الراية، رغم اختلاف انتماءاتنا السياسية.
ويسترجع العطاونة ذكريات جيله قائلا: ولدت عام 1965، وقد نشطت كمعظم أبناء جيلي في الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث أغلقت الجامعات الفلسطينية لمدة أربع سنوات، ولكننا بانتمائنا الوطني وحرصنا على رفع العلم فتحنا لأنفسنا آفاقا أوسع .
ويضيف: رغم التشديد من سلطات الاحتلال في ذلك الوقت، إلا أننا كنا نتغلب على كل المعيقات من أجل رفع علمنا، حيث كانت النسوة يخطن العلم داخل البيوت، بالأحجام المختلفة، لنأخذها ونرفعها لاحقا في أماكن مرتفعة يصعب على الجندي الإسرائيلي الوصول إليها، فعلمنا هو رمز لشرعية قضيتنا، وعدالة ثورتنا وحرية شعبنا.
رجوعا الى تاريخ العلم، فإن العام 1917 شهد البدايات الأولى له، ليوحد العرب لاحقا تحت رايته، ثم الاعتراف به في العام 1964 من جامعة الدول العربية، وفي العام 1967 أقرت إسرائيل قرار حظر تداول العلم، وفي عام 1988 تبنت منظمة التحرير الفلسطينية العلم الفلسطيني في إعلان الدولة الأول من جانب واحد، إلى أن تم توقيع اتفاقية أوسلو بين الطرفين، ليصبح العلم الفلسطيني الرمز الفلسطيني الذي يمثل السيادة الفلسطينية.
تتوجه أعين الفلسطينيين اليوم الخميس وبعد ساعات قليلة إلى أروقة الأمم المتحدة، بانتظار تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، على مشروع قرار لرفع علم فلسطين إلى جانب أعلام 193 دولة فوق مقر الأمم المتحدة، وكنتيجة لجهود حثيثة قادتها الدبلوماسية الفلسطينية، واستكمالا للجهود الدبلوماسية التي انتزعت عام 2012 وبأغلبية ساحقة الاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأييد من 138 دولة بينها فرنسا وروسيا والصين، في حين كان أبرز الرافضين التسعة الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، وامتنعت 41 دولة عن التصويت.
حيث تحتاج فلسطين اليوم إلى نصف +1 من عدد الأصوات لتمرير مشروع القرار، حيث النظام الإجرائي الجاري في الأمم المتحدة يعطي حق رفع الأعلام للدول صاحبة السيادة، وهذا يعني اعتراف العالم بحدود فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967، وبموجب قراري الأمم المتحدة 242 للعام 1967، و338 للعام 1973 اللذين أكدا أن أرض فلسطين محتلة.