"تحت الأقصى".. صناعة تاريخ آخر يلغي هوية المدينة
ديالا جويحان - على مدار 24 ساعة من العمل المتواصل أسفل وقف "حمام العين" تحت المسجد الاقصى، اوشكت الحفريات على الانتهاء لتظهر تهويد إرثي تاريخي، يلغي الهوية الاسلامية والعربية للمدينة المقدسة.
على بعد نحو 20 متراً من الجدار الغربي للمسجد الاقصى بدأت الحفريات منذ عام 2004 وحتى عام 2015... رصدت عدسة "الحياة الجديدة"، الحفريات حيث ظهرت قاعة واسعة لاستقبال اعداد كبيرة من اليهود المتدينين والزوار الاجانب، الى جانب نصب العديد من كاميرات المراقبة، وقاعه اخرى بداخلها شاشات عرض للتعريف عن تاريخ الاحتلال المزور.
ووضع الاحتلال نشرات باللغتين الانجليزية والعبرية في كل زاوية تاريخية، أكثرها في الفترة المملوكية، الى جانب المسارات المضيئة، وانشاء نهر لتمرير مياه الشتاء اسفله.
قامت على الحفريات جهتين رسميتين، هما: ما يسمى بصندوق الحفاظ على "ارث المبكى" شركة حكومية تابعة مباشرة لمكتب رئيس الحكومة الاسرائيلي، بالإضافة الى ما يسمى بـ "سلطة الآثار الإسرائيلية"، وحوّلت الحفريات لمزار سياحي، علماً جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية التي بادرت وموّلت الحفريات.
تسعي سلطات الاحتلال ودائرة الاثار الاسرائيلية الى تغير الواقع التاريخي العربي الاسلامي في مدينة القدس عامة وداخل احياء البلدة القديمة خاصة، وذلك مع الانتشار المكثف للكنس والمتاحف الاسرائيلية، والتي تهدف لغسل الادمغة الفكرية وتحويل الارث الاسلامي العربي لتاريخ يهودي بني على تزيف الحقائق وتعمل جاهدةً على تطوير هذا التاريخ وتسويقه عبر المواقع الكترونية، في حين تعاني المتاحف الاسلامية في البلدة القديمة من الاهمال دولياً ومحلياً، وعديمة الترابط فيما بينها لإنعاش الثقافة التاريخية الفلسطينية.
ويلاحظ الزائر الداخل الى مسار شبكة الأنفاق أسفل المنطقة الواقعة في الزاوية الجنوبية الغربية للجدار الغربي للمسجد الأقصى وامتدادها الى منطقة المدرسة التنكزية شمالاً؛ أن الحفريات تتكثف وتتفرع بشكل كبير، الأمر الذي لم يخفيه الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار د. يوسف النتشة مدير السياحة والآثار في المسجد الاقصى المبارك في حديث خاص لـ" الحياة الجديدة" أن المتحف يلعب كمؤسسة دور مهم في التثقيف المحلي والعالمي للزوار الاجانب، كما أننا سنجد أن مهمة المتحف هي مهمة حساسة وفكرية من الدرجة الاولى، الى الجانب ما يلعبه من دور مهم وخطير في الفكر الاوروبي والغربي.
ويرى د. النتشة، خطورة المتاحف المسيسة أو التي تسعى الى زرع فكر سياسي أو تقوم بعملية تسويق فكري عنصري أو بث رسالة أخرى، حيث أن المتاحف اليهودية تتكاثف لتكمل المشروع الصهيوني الاسرائيلي.
وأوضح،بأنه يقبع أكثر من 22 متحف ومركز جماهيري تابع للمؤسسات الإسرائيلية في ما كان يطلق عليه سابقاً حارة الشرف والتي أصبحت اليوم حارة اليهود، لا تتجاوز مساحتها مئات الأمتار اضافة للمتاحف الواقعه اسفل المسجد الاقصى المبارك التى عملت جاهدة منذ عام 1967 لتفريغ اسفل المسجد الاقصى ليكون متحفاً ومسارات للزوار الاجانب وصلاة تلمودية لليهود المتدينيين.
ويشير الى أنه انشئ مؤخراً متحف يصور مدينة القدس ولكن تشوبه الكثير من الاكاذيب الفكرية الصهيونية والتركيز على جمهور معين وفئة معينة "الفئة اليهودية" ، من خلال تقديم المعلومة بأسلوب علمي وحضاري، تظهره وكأنه الحقيقة الوحيدة دون مراعاة.