بحق القسم تحت ظل العلم - موفق مطر
نتمنى اقرار العاشر من ايلول من كل عام يوما للعلم الفلسطيني، رغم ايماننا ان يوم انطلاقة الثورة الفلسطينية، ويوم الشهيد، ويوم الأسير، ويوم الأرض، ويوم الانتفاضة، ويوم انشاء منظمة التحرير، وكل ايامنا الوطنية، ايام ممجدة، نخطها في تقويم شعبنا وأمتنا العربية، وتقويم الأمم الانسانية، بالعطاء اللامحدود، بالنضال، بالفداء، حتى يبقى علمنا الرباعي الألوان، علم العروبة، علما لفلسطين الحرية والاستقلال.
قبل حوالي اربعين عاما كنا ننشد: والله وشفتك ياعلمي زينة رايات الأمم، تعبيرا عن فخرنا بهويتنا، وثورتنا، وشهدائنا، وبكل مواطن آمن بمعاني ورمزية العلم المقدسة، فلا شعب دون علم، ولا علم دون انتماء للوطن.
بعد تأكيد احترام شعوب وحكومات العالم لعلمنا الوطني، في التصويت يوم العاشر من ايلول 2015 على قرار برفع علم فلسطين أمام مبنى الأمم المتحدة، بات واجبا علينا منع اصابة هذا العالم المحترم - تحديدا الذين صوتوا لصالح القرار - بالاحباط، ذلك ان اغراق علم فلسطين بطوفان الرايات الفصائلية والحزبية، خصوصا في المناسبات الوطنية، سيعتبره العالم خذلانا في ادنى التقييمات، ومناسبة لبعض الدول لاعادة النظر بسياستها تجاهنا، فالدولة التي تتحدى دولة الاحتلال اسرائيل، وتعارض موقف الولايات المتحدة الأميركية، لتقف الى جانبنا وتصوت رغم الضغوط عليها، لا يمكن لحكومتها او شعبها قبول معادلة خاطئة او لا منطقية، نصنعها بأيدينا، على عجلة التطرف للانتماء الحزبي، على حساب الانتماء الوطني.
لم يعد مقبولا ولا مشروعا، بعد العاشر من ايلول اغراق مسيرات تشييع الشهداء، وفعاليات المقاومة الشعبية، واي نشاط يكون الوطن عموما هو الهدف المنشود، بنسخ الرايات الحزبية، فيما علم (الوطن) فلسطين استثناء!! ونعتقد اننا لا نحتاج الى قرارات رسمية من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئاسة السلطة الوطنية، لتكريس وجود العلم الفلسطيني فقط في الفعاليات الوطنية الرسمية والشعبية، لأن الأمر متعلق بمستوى الثقافة الوطنية لدى كل فصيل او حزب او حركة، وقد يكون الالتزام بحجم حضور العلم الوطني معيارا لمكانة الثقافة الوطنية لدى قوى العمل الوطني، ايا كان موقعها، حتى لو كان الفصيل او الحزب معارضا، فالفصيل يعارض من اجل الوطن، والارتقاء والتقدم في ظل علم فلسطين.
سبقت كوفية الفدائي الفلسطيني العلم الفلسطيني للحضور كرمز للفلسطيني المناضل والمقاتل من اجل الحرية، رغم حرص قيادة الثورة الفلسطينية على حضور العلم الفلسطيني لأنه رمز لوطن، اي رمز لشعب له ارض ودولة، وان رمزية الكوفية لا تقتصر على عمر انطلاقة الثورة الفلسطينية وحسب، بل رمزيتها التاريخية، كغطاء رأس لرجال فلسطين الأوائل الذين نبتوا من رحم ارض فلسطين المقدسة منذ فجر تاريخ الانسانية، لذلك نحن معنيون برمز الدولة (العلم) لايقاف تمدد المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني على ارضنا، ومعنيون برمز الكوفية (الكنعانية) كتراث عمره آلاف السنين، لحفظ احدى صور حقنا التاريخي والطبيعي في ارضنا فلسطين.
نقرأ في النشيد الوطني الفلسطيني: فدائي فدائي فدائي...يا أرضي يا أرض الجدود / بحق القسم تحت ظل العلم.....بأرضي وشعبي ونار الألم / سأحيا فدائي وأمضي فدائي... وأقضي فدائي إلى أن أعود.
العلم وطن، نرفع قواعده وبنيانه ما استطعنا تحت قبة السماء، العلم آمال وامنيات، العلم شعب حر، والأحرار خالدون، لا يرضون مكانة الا العلا.