علم فلسطين .. علم الحرية
لطالما كان خطاب القيادي الحمساوي محمود الزهار، هو خطاب الفتنة المحمول على الكراهية والضغينة، وبقدر "اخوانيته" فأنه كان وما زال لا يعرف ايا من العبارات الوطنية ولا اي شيء من معانيها، وفي هذا الخطاب الكريه لطالما تطاول الزهار على رموزنا الوطنية، وباللغة الخالية تماما من الادب، وكنا هنا نتغاضى عن هذا التطاول، لأننا نرفض التعاطي مع لغة الشتيمة القبيحة، والاهم لأننا نعرف ان هذه اللغة لن يكون بوسعها مهما انحطت، ان تطال من قامات رموزنا الوطنية الشامخة، او ان تنال من تاريخها النضالي العريق، واكثر من ذلك فان رموزنا الوطنية لا تقبل لنا ان ننحدر الى مستوى تلك اللغة القبيحة، وهي التي تعض على الجرح دوما، من اجل شفاء الوطن من داء الانقسام البغيض، ومن اجل وحدته ووحدة ابنائه ان تكون في عافية بالغة.
غير ان الزهار ذهب اليوم بعيدا في تطاوله لينال من علم الوطن، علم فلسطين الجامع، الذي بات من ابرز رايات الكفاح والحرية، لكل الشعوب المناضلة في التاريخ المعاصر، وليس لشعبنا الفلسطيني فحسب، علم فلسطين الذي منع الاحتلال يوما رسم الوانه بأي صورة كانت، وأسألوا الفنان "سليمان منصور" عن هذه الحقيقة يخبركم بتفاصيلها، هذا العلم الذي رفعته عاليا قامات الشهداء البررة، هذا العلم الذي كان من ابرز وسائل التحدي للاحتلال ايام الانتفاضة العظيمة، هو مجرد "قطعة قماش" عند الزهار، وهو الامر الذي لا ينبغي التغاضي عنه او السكوت عليه، والزهار اذ يتطاول على علم فلسطين الايقونة، بمثل هذا التوصيف "الاخواني"، فإنه يتطاول ايضا على الاصوات المئة وتسعة عشر التي صوتت لصالح رفعه في الامم المتحدة، كما انه يتطاول على الاصوات التي قالت نعم لفلسطين دولة مراقبة في المنظمة الاممية، وهو يصف هذه الدولة الناهضة بدولة "عرة"... يا للعار والزهار هنا في مثل هذا الكلام القبيح، وكأنه يأكل ثدي امه، او لعله ذلك الراضع اللئيم.
يبقى ان نقول لا يعرف "القيادي" الحمساوي محمود الزهار، لجهالة باتت مؤكدة تماما، ان علم فلسطين، هو علم الثورة العربية اولا، حين ارادت هذه الثورة، راية بألوان بليغة لتجدها في قصيدة الشاعر العراقي صفي الدين الحلي "سلي الرماح العوالي عن معالينا" والتي جاء فيها وصف للراية لا أبلغ ولا اجمل "بيض صنائعنا، سود وقائعنا / خضر مرابعنا، حمر مواضينا" لا يعرف الزهار ذلك قطعا ويجهل لغياب حضوره "المقاوم" في الانتفاضة العظيمة، ولغياب وعيه الوطني، كم كان علم فلسطين وما زال، دالا على هذه المعاني، ومجسدا لها في مسيرته الكفاحية التي وصلت اليوم الى الامم المتحدة، وليرفعها بعد قليل هناك الرئيس ابو مازن، راية هي بسيرتها المشرقة، زينة رايات الامم.
غير ان جهل "الزهار" لا ينبغي ان ينجيه من محاسبة وطنية ودستورية، بعد ان ذهب بعيدا في تحقيره لعلم فلسطين المعطر بدم الشهداء البررة، ولن نتغاضى عن توصيفه لدولة فلسطين التي تتعالى دقات استقلالها، بانها "دولة عرة" ..!! وعلى الكل الوطني اليوم الانتصار لعلم الوطن ومشروعه التحرري، مشروع الدولة الحرة بعاصمتها القدس، التي ستتفتح بوردة العلم على اسوارها ومآذن جوامعها وابراج كنائسها...لتكن هناك وقفة العلم، بعد جمعته التي قمعها الاحتلال بمنتهى العنف والغطرسة، وقفة للادانة والحساب حتى يأخذ القانون مجراه تحت ظل علم الوطن، وفي سبيل بقائه عاليا يرفرف في فضاء التحدي والمقاومة حتى انتصاره الاكيد.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير