كهرباء.. ( دويلة حماس الفطرية ) ! موفق مطر
سيثبت المواطنون في قطاع غزة أن ثلاثية الظلم والتظليم والظلام لن تؤثر على استمرار تيار التنوير والتثوير، فعقول وإرادات الفلسطينيين لم تقو عليها كل عمليات تفريغ معاني الانتماء الوطني المعنوي والمادي التي بذلتها الحركة الصهيونية على مدى مئة عام، لذا فان كل عمليات التعتيم على مدارك مليوني فلسطيني في القطاع ستبوء بالفشل حتى لو بلغت ساعات قطع التيار الكهربائي 24 ساعة على 24.
لا تعمل الآلات الحديثة الا بقوة التيار الكهربائي, لكن عقل المواطن الفلسطيني الوطني في القطاع لا يحتاج لهذا التيار, ليدرك حجم المؤامرة عليه, مع تضييق مساحة العيش الكريم على رقبته, فأزمة الكهرباء مفتعلة, والتعليم في (جامعة الأقصى الحكومية) مفتعلة, وفرض ضريبة الاستيراد على البضائع الفلسطينية المنتجة في الضفة الفلسطينية كذلك مفتعلة, وكل هذه الأفعال القديمة الحديثة الخارجة على القانون ( والأخلاق الوطنية ), ماهي الا كتيار (الضغط العالي) اذا لامسها المواطن صعقته والقت به الى دروب الهجرة والغربة عن الوطن.
ضريبة الاستيراد التي فرضتها حماس على منتوجات الضفة الفلسطينية, ليست حصادا لانقلابها على المشروع الوطني وحسب, وانما ترسيم واقعي ( لدويلة غزة ) الفطرية, اي ( الدويلة العليق ) اي سلطة لا شرعية, تجبي من المواطنين اتاوات وخاوات تحت مسمى الضرائب ولا تقدم الخدمات, بحجة ان حماس قد غادرت الحكومة, وان المسؤولية على عاتق حكومة الوفاق الفلسطينية.
المطلوب من حماس انهاء الانقلاب بغزة, وليس تقديم الخدمات للمواطنين مقابل الجباية, فالحكومة الفلسطينية الشرعية هي المسؤولة عن تقديم الخدمات, ولا الازدواجية خروج على القانون ان لم نعتبره جريمة سرقة تحت تهديد السلاح, وهذا واقع الحال في قطاع غزة.
المطلوب من حماس, التوقف فورا عن دفع المواطنين للهجرة من الوطن او التفكير بها على الأقل, لأنها معاناة المواطنين المأساوية في قطاع غزة, جراء حروب حماس الاخوانية الخاصة, والحصار, ومنع الحكومة الفلسطينية الشرعية من مهماتها ومسؤولياتها في هذا الجزء من الوطن, يعني حكما بالموت البطيء على حوالي مليوني فلسطيني.
لا يمكن لأحد ان يطلب من جماهير غزة الثورة على هذا الواقع, فجماهير غزة هم ورثة اجيال ضربت الأمثال - عبر التاريخ القديم والحديث - في مقاومة الظلم واسقاطه ايا كان منبعه, وشدة سطوته, فغزة لمن لا يعرف اهلها كانت منارة علم وثورة ووطنية وما زالت, رغم محاولات جماعة الاخوان في فلسطين ( حماس ) قطع تيار الانتماء والتنوير الثقافي عن مواطنيها, فمولدات الانتماء الوطني, والثقافة التحررية, لا تعمل بمولدات خارجية, تدور عجلتها على الطاقة, وانما بمولدات الفكر والاحاسيس, والمشاعر والمسؤولية الوطنية الذاتية, لذا فنحن نتوقع باي لحظة انكسار قيود حماس, وتبديد ظلاميتها, واسقاط الظالمين منها الذين تسلطوا على مواطني القطاع, وسيطروا عليهم بالحديد والنار, وسيأتي يوم قريب لا ترى فيه اللمبات على رؤوس الاعمدة في شوارع غزة مضيئة, وانما سترى النور يشع من عيون المواطنين في غزة وتحرروا من سطوة وسلطان الانقلابيين, سترى أنوارا وطنية مسلطة على خزائن انقلابيي حماس, ليكتشف العالم كم تكسبوا من انقلابهم, ومن التجارة بالدين ومصطلح المقاومة.
انتفض الأشقاء اللبنانيون لأن ( ريجة الزبالة ) طلعت في البلاد, أما الأشقاء في جنوب الوطن في قطاع غزة, فالأولى ان يثوروا على ترك جرح الوطن مفتوحا, ينزف حتى تكاد عظامه تأكلها( الغرغرينا ) فرائحة الجراح والدماء النازفة, قد تجلب الينا الضباع, فتفترسنا وتكسر عظام ادمغتنا, وتتلذذ بمص دمائنا, فهلا تنادينا علّ الجرح يلتئم قبل فوات الأوان ؟!.