الطفلة نرمين الكوني قصة تحد وابداع برغم الاعاقة
الطفلة نرمين الكوني
من ميساء بشارات - أبهرت الكفيفة نرمين الكوني (14 عاما)، من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بصوتها العذب العشرات من الشباب والشابات الذين تجمهروا حولها، وجذبت اذانهم قبل عقولهم بصوتها الشادي أثناء تقليدها لاغان المطربة اللبنانية المشهورة (فيروز).
وتشارك نرمين التي ولدت فاقدة للبصر في مسابقة "احلى صوت... غنيها" التي تستهدف المواهب الغنائية من الفئة الشابة بدعم من القنصلية الاميركية العامة في القدس.
تقول نرمين صاحبة الصوت الشجي: "الارادة والتحدي دفعاني الى الاشتراك في المسابقة، لأثبت للعالم اجمع حقي كواحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة في الدمج الاجتماعي، وليرى المجتمع اننا فئة منتجة يمكنها الاعتماد على نفسها". وتضيف نرمين التي تملك درجة عالية من الثقافة: "نحن كغيرنا من الأشخاص الأسوياء نملك افكارا ومواهب عديدة، وبعضنا لديه الامكانات التي تفوق الاشخاص الاسوياء".
وبلغت نسبة الإعاقة بين الفلسطينيين الى 5,6 في المئة بحسب الجهاز المركزي للإحصاء للعام 2007" من بينهم 20 في المئة من ذوي الإعاقات العقلية.
ويعد القانون الفلسطيني رقم 4 لعام 1999 الذي ينص على حقوق ذوي الإعاقات في كل مجالات الحياة من أفضل القوانين في العالم العربي، إلا أن الحكومة الفلسطينية لم تطبق إلا بعض البنود فقط.
وتهوى نرمين تقليد المطربة فيروز، والمطربة الفلسطينية ميس شلش، اضافة الى الاغاني الشعبية والوطنية، التي تحفظها عن ظهر قلب، كما تتمتع بملكة الكتابة النثرية منذ نعومة أظفارها.
وشاركت نرمين التي تعشق التميز والمتميزين في العديد من الاحتفالات والمهرجانات الوطنية في مدينة نابلس وغيرها، وادهشت الجماهير بصوتها الجميل رغم صغر سنها وفقدانها نعمة البصر، كما شاركت في عدة برامج تلفزيونية عن الاكفاء.
وتعرف نرمين مدى حب الجمهور لسماع صوتها من تشجيعهم لها وتصفيقهم وتصفيرهم.
وتشير الى انها تقضي الكثير من الوقت في الدندنة والغناء. وتؤكد ان الابداع الفكري لذوي الاحتياجات الخاصة يفوق ابداع صحاح الأجسام والعقول.
وتشارك نرمين التي تمتلك خامة صوت جيدة بهذه المسابقة الغنائية بهدف الحصول على الدعم الكافي من اجل تنمية موهبتها وتطويرها، واثبات وجودها في مجتمع لا يرحم ذوي الاحتياجات الخاصة.
تقول نرمين: "الكثير من الناس ينظرون لنا نظرة دونية لانه ينقص كل منا شيئا ما في جسده (...) لكنهم لا يعلمون ان النقص يكون في التفكير والقلب وليس في الجسد".
وتؤمن الطفلة نرمين ان ذوي الاحتياجات الخاصة مثلهم مثل باقي فئات المجتمع، يضحكون ويلعبون ويحلمون بمستقبل افضل، ولذلك اطلقت قبل عام اغنية بعنوان "احنا مثل كل الناس"، تبين فيها ان هذه الفئة تستطيع الاعتماد على ذاتها، وانهم يملكون طاقة كغيرهم من الاسوياء.
وتؤكد ان موهبتها في الغناء هبة من الله عوضها بها عن اعاقتها.
وتتسلح نرمين بالارادة والعزيمة لتذلل الظروف الصعبة المحيطة بها، وتقهر عجزها بارادتها وتصميمها على النجاح والشهرة لتثبت للعالم اجمع ان ذوي الاحتياجات الخاصة اناس مثل باقي البشر، يطمحون ويحلمون ويتفوقون على الكثير من الأصحاء السليمين.
ونرمين ليست الكفيفة الوحيدة في عائلتها، بل لديها ثلاثة اشقاء يعانون من نفس الحالة، ويقول الاطباء ان مرضهم جاء نتيجة زواج الاقارب.
وكانت نرمين قبل اربعة اعوام بطلة الفلم الوثائقي "معاق في عتبات الدهر" الذي جسدت خلاله معاناة هذه الفئة، والصعاب التي يواجهونها، وطالبت بحقوقهم.
وترى نرمين أن الإبداع والغناء هما وسيلة للتحرر من قيود الإعاقة البصرية وغيرها.
ويفتخر ذوو نرمين بابداع ابنتهم الصغرى. تقول والدتها الراضية بقضاء الله وقدره: "الله سبحانه أخذ من اولادي الثلاثة نعمة البصر، لكنه عوض كلا منهم بموهبة جملية، ونرمين اعطاها الصوت الجميل والموهبة الرائعة". وتضيف والدتها: "كما تقوم نرمين بالكثير من اعمال المنزل".
وتلتحق نرمين بمدرسة ابن سينا في نابلس، بعد ان كانت في مدرسة خاصة بذوي الاعاقة في مدينة القدس.
وتحلم نرمين المتفوقة في دراستها الثانوية بدراسة الصحافة والاعلام في احدى جامعات الضفة لتكون صحفية تحمل رسالة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوصل معاناتهم والامهم الى كل العالم، ولتبين انهم فئة قادرة على تحمل المسؤولية وذات قوة وان لها دور فعال في تنمية المجتمع.
وحسب الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني فان الأراضي الفلسطينية تعد الأفضل بين الدول العربية في دمج ذوي الإعاقات في المجتمع، رغم أن 50 في المئة من طلبة المدارس من ذوي الإعاقة يتسربون منها بعد الصف السادس، وان عدم قدرتهم على المتابعة يأتي نتيجة عدم وجود بيئة مناسبة لهم لإكمال تعليمهم مما يسبب فشل في عملية دمجهم في المجتمع، وعدم وجود أدوات ومناهج تعليمية تناسب أوضاعهم.
وتؤكد نرمين وهي ترسم ابتسامة ساحرة على وجهها، ان اليأس لم يدخل قلبها في يوم من الايام، بل استطاعت اجتياز المراحل التي مرت عليها بنجاح باهر، لكنها تتمنى وجود مرشد حركة للأكفاء لتعليمها طرق المدينة التي حرمت من رؤيتها.
تقول: "اتمنى لو احفظ الطرقات لاتمكن من الخروج وحيدة واقضي جميع مشاويري دون مساعدة احد من اهلي او صديقاتي".
وهناك بصيص أمل لدى نرمين للرؤية، حيث ان الاطباء الايطاليون قد اجروا لها عدة فحوصات لعينيها اثناء زيارتها الى المدن الايطالية لتمثل الشعب الفلسطيني وتجسد معاناته عبر غنائها ونثرها، الا ان العائق المادي يقف حتى الان دون تحقيق ذلك.
وتشارك نرمين التي ولدت فاقدة للبصر في مسابقة "احلى صوت... غنيها" التي تستهدف المواهب الغنائية من الفئة الشابة بدعم من القنصلية الاميركية العامة في القدس.
تقول نرمين صاحبة الصوت الشجي: "الارادة والتحدي دفعاني الى الاشتراك في المسابقة، لأثبت للعالم اجمع حقي كواحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة في الدمج الاجتماعي، وليرى المجتمع اننا فئة منتجة يمكنها الاعتماد على نفسها". وتضيف نرمين التي تملك درجة عالية من الثقافة: "نحن كغيرنا من الأشخاص الأسوياء نملك افكارا ومواهب عديدة، وبعضنا لديه الامكانات التي تفوق الاشخاص الاسوياء".
وبلغت نسبة الإعاقة بين الفلسطينيين الى 5,6 في المئة بحسب الجهاز المركزي للإحصاء للعام 2007" من بينهم 20 في المئة من ذوي الإعاقات العقلية.
ويعد القانون الفلسطيني رقم 4 لعام 1999 الذي ينص على حقوق ذوي الإعاقات في كل مجالات الحياة من أفضل القوانين في العالم العربي، إلا أن الحكومة الفلسطينية لم تطبق إلا بعض البنود فقط.
وتهوى نرمين تقليد المطربة فيروز، والمطربة الفلسطينية ميس شلش، اضافة الى الاغاني الشعبية والوطنية، التي تحفظها عن ظهر قلب، كما تتمتع بملكة الكتابة النثرية منذ نعومة أظفارها.
وشاركت نرمين التي تعشق التميز والمتميزين في العديد من الاحتفالات والمهرجانات الوطنية في مدينة نابلس وغيرها، وادهشت الجماهير بصوتها الجميل رغم صغر سنها وفقدانها نعمة البصر، كما شاركت في عدة برامج تلفزيونية عن الاكفاء.
وتعرف نرمين مدى حب الجمهور لسماع صوتها من تشجيعهم لها وتصفيقهم وتصفيرهم.
وتشير الى انها تقضي الكثير من الوقت في الدندنة والغناء. وتؤكد ان الابداع الفكري لذوي الاحتياجات الخاصة يفوق ابداع صحاح الأجسام والعقول.
وتشارك نرمين التي تمتلك خامة صوت جيدة بهذه المسابقة الغنائية بهدف الحصول على الدعم الكافي من اجل تنمية موهبتها وتطويرها، واثبات وجودها في مجتمع لا يرحم ذوي الاحتياجات الخاصة.
تقول نرمين: "الكثير من الناس ينظرون لنا نظرة دونية لانه ينقص كل منا شيئا ما في جسده (...) لكنهم لا يعلمون ان النقص يكون في التفكير والقلب وليس في الجسد".
وتؤمن الطفلة نرمين ان ذوي الاحتياجات الخاصة مثلهم مثل باقي فئات المجتمع، يضحكون ويلعبون ويحلمون بمستقبل افضل، ولذلك اطلقت قبل عام اغنية بعنوان "احنا مثل كل الناس"، تبين فيها ان هذه الفئة تستطيع الاعتماد على ذاتها، وانهم يملكون طاقة كغيرهم من الاسوياء.
وتؤكد ان موهبتها في الغناء هبة من الله عوضها بها عن اعاقتها.
وتتسلح نرمين بالارادة والعزيمة لتذلل الظروف الصعبة المحيطة بها، وتقهر عجزها بارادتها وتصميمها على النجاح والشهرة لتثبت للعالم اجمع ان ذوي الاحتياجات الخاصة اناس مثل باقي البشر، يطمحون ويحلمون ويتفوقون على الكثير من الأصحاء السليمين.
ونرمين ليست الكفيفة الوحيدة في عائلتها، بل لديها ثلاثة اشقاء يعانون من نفس الحالة، ويقول الاطباء ان مرضهم جاء نتيجة زواج الاقارب.
وكانت نرمين قبل اربعة اعوام بطلة الفلم الوثائقي "معاق في عتبات الدهر" الذي جسدت خلاله معاناة هذه الفئة، والصعاب التي يواجهونها، وطالبت بحقوقهم.
وترى نرمين أن الإبداع والغناء هما وسيلة للتحرر من قيود الإعاقة البصرية وغيرها.
ويفتخر ذوو نرمين بابداع ابنتهم الصغرى. تقول والدتها الراضية بقضاء الله وقدره: "الله سبحانه أخذ من اولادي الثلاثة نعمة البصر، لكنه عوض كلا منهم بموهبة جملية، ونرمين اعطاها الصوت الجميل والموهبة الرائعة". وتضيف والدتها: "كما تقوم نرمين بالكثير من اعمال المنزل".
وتلتحق نرمين بمدرسة ابن سينا في نابلس، بعد ان كانت في مدرسة خاصة بذوي الاعاقة في مدينة القدس.
وتحلم نرمين المتفوقة في دراستها الثانوية بدراسة الصحافة والاعلام في احدى جامعات الضفة لتكون صحفية تحمل رسالة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوصل معاناتهم والامهم الى كل العالم، ولتبين انهم فئة قادرة على تحمل المسؤولية وذات قوة وان لها دور فعال في تنمية المجتمع.
وحسب الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني فان الأراضي الفلسطينية تعد الأفضل بين الدول العربية في دمج ذوي الإعاقات في المجتمع، رغم أن 50 في المئة من طلبة المدارس من ذوي الإعاقة يتسربون منها بعد الصف السادس، وان عدم قدرتهم على المتابعة يأتي نتيجة عدم وجود بيئة مناسبة لهم لإكمال تعليمهم مما يسبب فشل في عملية دمجهم في المجتمع، وعدم وجود أدوات ومناهج تعليمية تناسب أوضاعهم.
وتؤكد نرمين وهي ترسم ابتسامة ساحرة على وجهها، ان اليأس لم يدخل قلبها في يوم من الايام، بل استطاعت اجتياز المراحل التي مرت عليها بنجاح باهر، لكنها تتمنى وجود مرشد حركة للأكفاء لتعليمها طرق المدينة التي حرمت من رؤيتها.
تقول: "اتمنى لو احفظ الطرقات لاتمكن من الخروج وحيدة واقضي جميع مشاويري دون مساعدة احد من اهلي او صديقاتي".
وهناك بصيص أمل لدى نرمين للرؤية، حيث ان الاطباء الايطاليون قد اجروا لها عدة فحوصات لعينيها اثناء زيارتها الى المدن الايطالية لتمثل الشعب الفلسطيني وتجسد معاناته عبر غنائها ونثرها، الا ان العائق المادي يقف حتى الان دون تحقيق ذلك.