بداية الموسم - جنين تغرق في المياه والظلام!
جنين - عبد الباسط خلف: بشق الأنفس حاولت المعلمة مرام الحاج إبراهيم، قطع الشارع بصغارها، بعد أمطار غير متوقعة حولت المدينة إلى "شلالات طبيعية"، فيما انقطع التيار الكهربائي من اللحظة الأولى لهطول الأمطار الغزيرة.
تقول بعدما احتمت ببوابة دكان: لم نستعد للمطر بعد، وفي ساعة فقط غرقت المدينة في الظلام، وصرنا نطوف بشوارعها كمن يمشي في نهر.
وبعد وقت قصير من تساقط باكورة الأمطار، تغير وجه جنين، فيما أسرع التجار الذين انتشروا في أنحاء السوق لتغطية بضاعتهم، غير أن سالم عبد الله، لم يسعفه الحظ في حماية ألعاب الأطفال التي أصاب بعضها التلف.
يقول: في الصباح كان الجو حاراً، وكنا نحتمي من الشمس، أما عند الثانية بعد الظهر فتغير كل شيء بلمح البصر، واستمرت الأمطار حتى الليل، مع عواصف رعدية، وفيضانات.
ويقول أبو غالب بعدما تسللت المياه إلى كومة المكسرات التي كان يروج لها، وقد أصابها التلف، ولن تجد من يشتريها، بعدما غرقت في الماء: "سمعنا نشرة الأخبار ولم نصدق أن الدنيا ستمطر، لكن بلمح البصر أسودت السماء بالغيوم، وهطل المطر".
وأخذ المتسوقون يفتشون عن طوق نجاة، فاحتموا داخل المجمعات التجارية المغلقة، لكنهم كما تشير أم حاتم، مستعيرة بمثل عربي شائع:" هربوا من الدلف ليجدوا أنفسهم تحت المزراب"، فالمحال التجارية المسقوفة مظلمة ومزدحمة، ولا أحد يرى مكان قدميه.
وعبثا حاول التاجر عبد الله المسعد توفير مولد كهربائي صغير لإنارة دكانه، حيث يقول: المطر خير، ولا احد يكرهه، وهو عيد أيضاً، لكننا نحتاج لتسويق البضاعة، وسننتظر وصول المولد، بعد أن أخبرتنا بلدية جنين، أن قطع التيار من الشركة الإسرائيلية قد يطول.
وتقول هناء الشيخ إبراهيم: حضرنا بملابس صيفية، وفجأة أمطرت السماء، وصرنا نبحث عن ملابس دافئة، وشعرنا بالبرد بعد صباح مشمس.
وغرقت جنين وبلدات كثيرة في الظلام حتى ساعات المساء، فيما أضطر أطفال وفتية من بلدة برقين أن يفتشوا عن شموع لإنارة ليلهم الحالك، كما أنهم راحوا يتابعون أصوات الرعد ولمعان البرق، فمن "تفوته الشتوة الأولى كما يقولون يخسر نصف عمره".
وقال راتب خلوف، فني الكهرباء في بلدية برقين، إن التيار انقطع منذ منتصف النهار، ولم يعد مرة أخرى إلا بعد الثامنة مساء، والأسباب لدى شركة الكهرباء الإسرائيلية.
بينما راجت شائعات في المدينة اختلطت بالمزاح الشعبي تفيد بأن سبب انقطاع التيار في يوم ماطر "مقصود" وهو عقاب إسرائيلي للسلطة وللمواطنين بعد الحصول على مقعد كامل العضوية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
واستبشر المزارعون خيراً، كما قال الحاج أبو أنور، ودعوا الله أن يكون مطر هذا العام ممتازاً، بعكس سنوات الجفاف التي صارت "تميز" فلسطين في السنوات الأخيرة.
وقدر مزارعون كمية الأمطار التي هطلت يوم الخميس بنحو خمسين مليمتراً، لأن الوديان جرت، وتشكلت السيول، وحدثت عواصف رعدية قوية.
وتحدث السائق علي المفلح عن وقوع 3 حوادث على الشارع الرابط بين نابلس وجنين، بسبب المطر الشديد.