لا مناصّ من توفير احتياجات العيد ولو بالدّيْن أو الاقتراض
حركة شراء ضعيفة في رام الله وتوقعات بتحسن الأوضاع مع صرف الحكومة جزءا من الراتب
جمال عبد الحفيظ - مع اقتراب عيد الاضحى المبارك يتذمر المواطنون من ارتفاع الاسعار، حيث تعاني الاسواق منذ عدة شهور من ركود اقتصادي كبير، بالاضافة الى ارتفاع نسبة البطالة الى نحو 40% ورغم كل هذا لا مناص امام المواطنين سوى تأمين التزامات هذه المناسبة من ملابس وحلوى ولحوم ولو بأخذ دين من البنوك او الاصدقاء من اجل اولادهم. يقول نافز خليل – 50 عاما – مفوض التوجيه السياسي والوطني لمحافظة رام الله" منذ اكثر من 20 عاما وانا ارسل العيدية الى عمان ولكن اكثر من عيد لم ارسلها بسبب الوضع الاقتصادي الصعب"، مؤكدا انه لم يقم بشراء اي شيء بالنسبة للعيد هذا العام الا البسيط جدا منه بسبب الضائقة المالية. اما المواطن خالد عطياني 49 عاما أكد ان الشعب الفلسطيني له خصوصية تختلف عن باقي العالم في استقبال المناسبات الدينية والوطنية، مشيرا إلى أن الاحتلال هو المنغص للعيد. وأضاف" اطفالنا كباقي اطفال العالم يحتاجون لشراء الالعاب والحلوى واللحوم، وكل ما يحتاجه الاطفال"، لافتا إلى أن الشريحة الكبرى في هذا المجتمع هي شريحة الموظفين الذين تذهب رواتبهم للبنوك بسبب القروض. ويشير مهدي علان – صاحب ملحمة الطريفي إلى قلة اقبال من المواطنين على شراء اللحوم هذا العام بسبب الغلاء الفاحش وان الشريحة الكبرى يتوجهون لشراء الدجاج والاسماك واللحوم المجمدة. وقال ان الموظف الذي يتقاضى راتبا شهريا 2000 شيقل لا يستطيع شراء لحوم طازجة باسعار خيالية فسعر كيلو لحمة عجل صغير 60 شيقلا وكيلو لحمة الخروف 75 شيقلا وكيلو لحمة الجدي 75 شيقلا، مناشدا الجهات المسؤولة استيراد اللحوم من الخارج لسد احتياجات المواطنين والاحساس بمعاناتهم، حاثا المزارعين على تربية الحيوانات على مدار العام ومساندة وزارة الزراعة لهم بكل الوسائل. بدوره يرى الحاج عمار الحواري صاحب محل مجوهرات الاميرة برام الله أن عملية شراء الذهب ضئيلة جدا بسبب الوضع الاقتصادي وان عملية البيع اكثر من الشراء والتركيز على فئة العرسان لشراء اشياء بسيطة، مؤكدا ان الحركة الشرائية للعام الماضي كانت اكثر بكثير من العام الحالي نظرا لصعوبة الوضع بشكل عام. اما نبيل حجازي 60 عاما وجميل ابو لطيفة 35 عاما صاحبا محل جينفر فاشن يقولان ان اسواق العام الماضي افضل بكثير من العام الحالي بسبب الغلاء الفاحش والركود الاقتصادي والوضع السياسي المتدهور، مشيرا إلى أن المحل أعلن عن عروض وتنزيلات لجلب الزبائن. ويؤكد عبد ابو الخير صاحب محلات حلويات الامراء أن الاقبال على شراء الحلويات ضعيف قائلا" لم نشعر بوجود عيد اضحى، ففي السابق كنا نبيع اكثر بكثير من هذا العام بسبب الوضع الاقتصادي الصعب جدا". وأضاف" البلد تعتمد على الموظفين وهذه الشريحة غارقة في القروض، بالاضافة انه لا توجد سياحة في البلد يعتمد عليها المواطن لتشجيع الوضع الاقتصادي". ويقول مهند الطيراوي من مؤسسة الطيراوي إنه يوجد اقبال على شراء الملابس وبشكل عام تعتمد المؤسسة على زبائن محددين، متوقعا أن تنشط الحركة التجارية خلال الاسبوع الحالي بسبب اعلان الحكومة عن صرف نصف راتب هذا الشهر ، مؤكدا أن المواطن يمكنه أن يستغني عن كل شيء الا شراء الحاجات الاساسية والضرورية لاهل بيته. ويقول محمد مشهور حمدان من شركة نور الهدى للصرافة إن حركة البيع والشراء خفيفة جدا لعدم وجود سيولة في السوق، منوها إلى أن الوضع السياسي والاقتصادي له دور فعال في الحركة الاقتصادية. وأضاف"القروض لها دور اكبر في عدم وجود حركة فعالة في الاسواق فالملاحظ منذ اكثر من اسبوع او اسبوعين ان الفئة الكثيرة تأتي بمدخرات مثل الدينار والدولار اكثر من الشيقل".