العيد في غزة... لا مكان للفرح
زكريا المدهون
علت الضحكات وأصوات الصراخ من أفواه أطفال كانوا يهلون خلال عيد الأضحى المبارك على 'أرجوحة' صغيرة نصبت على أحد المفترقات وسط مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة.
واقتصرت مظاهر العيد في قطاع غزة هذا العام على الشعائر الدينية وصلة الارحام وزيارة الاقارب ونحر الاضاحي بشكل خجول.
وحاول الغزيون رغم ما يمرون به من أوضاع اقتصادية سيئة للغاية إدخال الفرحة قدر المستطاع الى بيوتهم وخاصة الأطفال منهم.
وحول طقوس وظروف العيد في غزة هذه السنة، يقول إيهاب الشرافي لوكالة 'وفا' :'لا يوجد عيد في غزة الكل مهموم، والحديث فقط خلال الزيارات الاجتماعية اقتصر على الأوضاع الاقتصادية والسياسية ومشاكل القطاع الكثيرة ومن أهما الكهرباء.'
وتابع: 'العيد في غزة اقتصر على الشعائر الدينية وصلة الأرحام وذبح الأضاحي للمقتدرين بسبب ارتفاع أسعارها'، منوها الى أن الحصار والفقر سرقا فرحة العيد في غزة.
وذكر أنه حاول قدر المستطاع إدخال الفرحة على قلوب أطفال الخمسة من خلال العيدية واصطحابهم الى الألعاب والمنتزهات.
وتنتشر في قطاع غزة العشرات من الملاهي وأماكن الترفيه التي يقصدها المواطنون المقتدرون، فيما أطفال الفقراء وأصحاب الدخل المحدود يلهون على الأراجيح والألعاب البسيطة التي يقيمها مواطنون بغرض الاسترزاق.
وعلى خلاف العام الماضي، شهدت أسعار الأضاحي هذا العام ارتفاعا كبيرا ما أدى الى اقتارها على المقتدرين وأصحاب الدخل المرتفع.
وفي هذا الصدد يؤكد تاجر الحلال محمد الدنف، أن أسعار الأضاحي من العجول والمواشي مرتفعة جدا هذا العام ما أدى الى عزوف كثير الناس عن شرائها.
وبيًن الدنف لـ 'وفا'، أن المواطنين المقتدرين يذبحون الأضاحي لوحدهم، بينما أصحاب الطبقة المتوسطة وغالبيتهم من الموظفين يشتركون بالعجل ويوزع على شكل حصص، لافتا الى قيمة الحصة الواحدة أكثر من ألفي شيكل بينما كانت العام الماضي 1500.
ووزع المضحون اللحوم على الفقراء والمحتاجين والأقارب، فيما تشهد المطاعم اقبالا كبيرا من المواطنين على شواء اللحوم خوفا من تلفها بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.
ويعاني قطاع غزة الساحلي من حصار اسرائيلي متواصل منذ أكثر من تسعة أعوام، أدى الى تدهور الأوضاع الاقتصادية وشل مناحي الحياة المختلفة.
ويعتمد حوالي 80% من سكان قطاع غزة (1.8 مليون نسمة) على المساعدات الانسانية المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' وجمعيات خيرية فلسطينية وعربية ودولية أخرى.
وحسب المحلل والخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطبّاع، 'يحتفل الغزيون بعيد الأضحى المبارك في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية بسبب الحصار الاسرائيلي.
وأشار إلى تجاوز معدلات البطالة في قطاع غزة 55% , فيما تجاوز عدد العاطلين عن العمل ربع مليون شخص، وارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65% ، لافتا الى تجاوز عدد الاشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من 'الاونروا' و المؤسسات الإغاثية الدولية و العربية أكثر من مليون شخص.