'حرم الرامة' في الخليل.. مقصد سياحي وأثري يستحق الاهتمام
جويد التميمي
متطوعون فلسطينيون وفرنسيون، طلاب جامعيون، وعمال نظافة، أجمعوا على ضرورة النهوض بالمواقع الأثرية وتنظيفها لحمايتها من الاحتلال والاستفادة منها سياحيا، وبالشراكة والتعاون بينها.
وزارة السياحة والآثار، وجمعية التعاون الثقافي الخليل – فرنسا، وبلدية وجامعة الخليل، نفذت حملة تطوعيه لتنظيف 'حرم الرامة'، وإظهار معالمه الأثرية، وحمايته، بالتنسيق مع القنصلية الفرنسية.
ويقع 'حرم الرامة' على بعد 3 كم شمال مركز مدينة الخليل، وهو واحد من مواقع تاريخية وأثرية عديدة تستحق الاهتمام في الخليل، وذلك لارتباطها بتاريخ المدينة وإرثها الحضاري.
ويرتبط الموقع بالتقاليد الدينية التي تروي ان النبي ابراهيم عليه السلام نصب خيمته في هذا المكان بعد انفصاله عن ابن اخيه لوط، وظهرت له الملائكة وبشروه بأنه سيرزق بطفل ذكر من زوجته ساره.
وكشفت التنقيبات الاثرية التي جرت في الموقع عن بناء كبير بمساحة ثلاث دونمات تقريبا، مبني بحجاره مماثلة لحجارة مسجد الحرم الابراهيمي.
وقال مدير وزارة السياحة والآثار في الخليل أحمد الرجوب لـ'وفا' إن عملية التنظيف التطوعية تمت تحت إشراف متخصصين في الآثار بمشاركة متطوعين فرنسيين وفلسطينيين، إذ توجهت مجموعة من المتطوعين ونظفته من الأوساخ والأعشاب لتأهيله للزيارة بشكل أفضل.
المتطوعة الفرنسية ساندرين بانجايت لـ'وفا' أشارت إلى أن فكرة المشروع بدأت من خلال البحث عن أقدم المواقع الأثرية في مدينة الخليل، وقد وقع الاختيار على 'حرم الرامة' لأهمية الموقع للسياح والحجاج المسيحيين، وقدمه، وعدم القدرة على تطوير وتنظيف أماكن أخرى تقع تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي.
كما أشارت الى أهمية تكافل ومشاركة هيئات المجتمع المحلي في حملات تنظيف وتأهيل المواقع الأثرية لحمايتها من سيطرة الاحتلال الاسرائيلي ودعمها والاستفادة منها سياحيا، منوهه الى أنه سيقام في هذا الموقع مهرجانا للأطفال خلال الشهر القادم.
وذكر الموظف في وزارة السياحة بمديرية الخليل جبر الرجوب، ان الموقع يحتوي على بئر ماء بعمق 9 امتار ومذبح، مشيرا الى ان الرواية العلمية للموقع تؤكد ان بناءه يعود الى 136 ميلادي، أي فترة هدريان الروماني.
وقال لــ'وفا' إن الرواية العامة والشفهية تؤكد ان أساسات الحرم الابراهيمي الشريف وضعت في موقع 'حرم الرامة'، ثم نقل الحرم بتعاليم ربانيه نزلت على سيدنا سليمان وان هذا المكان ليس ذاته الذي تواجد فيه سيدنا ابراهيم. وأضاف 'هذه الرواية العامة غير صحيحه علميا لأن تاريخ الحرم الابراهيمي يعود إلى فترة حكم 'هيرودس الأدومي' الذي يعود تاريخه من 4 قبل الميلاد الى 27 بعد الميلاد، وهذا يؤكد ان تاريخ السور المحيط بحرم الرامة يعود لأكثر من 100 عام بعد بناء الحرم الابراهيمي الموجود على شكله الحالي.
ويحتوي الموقع في زاويته الجنوبية على بئر ماء غير مستخدمة عمقها 9 امتار، وكنيسة في الاتجاه الشرقي تعرضت للترميم والهدم في فترات متلاحقة، وبلوطة اختفت آثارها منذ زمن.
وتابع الأخير، ان قوات الاحتلال والمستوطنين يحاولون في أعيادهم المزعومة اقتحام 'حرم الرامة' بالقوة من خلال كسر بوابات الموقع، للدخول وأداء طقوسهم الدينة، وهذا يتكرر من 4 الى 6 مرات خلال العام.
وأوضحت موظفة الاستقبال في وزارة السياحة والآثار بموقع 'حرم الرامة' نادية الشيخ درة، ان أهمية الموقع دينيا تعود لزمن سيدنا ابراهيم، الذي نصب خيمة في الموقع واستقبل 3 من الملائكة بشروه بولادة سيدنا اسحق رغم تقدم زوجته ساره في السن وتخطيها الثمانين عاما، كما أبلغوه بغضب الله على قوم لوط في ذات الموقع.
وأوضحت ان هذه المنطقة كانت مركزا تجاريا مهما جذب اليه العديد من التجار من سوريا وفلسطين ومصر، وفي عام 325م بنى قسطنطين الكبير كنيسه لا تزال آثارها بارزة في الموقع، كما ظهرت على خارطة مادبا الأثرية التي تعود الى القرن السادس ميلادي، وفي الزاوية الجنوبية الغربية للموقع توجد بئر ماء مسقوفة ومبنية بالحجر، وبالقرب منها توجد أحواض حجرية صغيرة كانت تستعمل لسقي المواشي والحيوانات.