أحراش 'العالمية' في طريقها للإبادة
علاء حنتش
تتعرض غابات الصنوبر في منطقة العالمية جنوب دورا في محافظة الخليل، الى إبادة منظمة من خلال إشعال النار فيها أو تقطيعها، كما أفاد سكان المنطقة.
تتوسط أحراش العالمية أربع قرى: دير رازح، وطرامة، وواد الشاجنة، وحفاير بسم، لترسم لوحة طبيعية خضراء منذ خمسينيات القرن الماضي، بعد أن تمت زراعتها من قبل وزارة الزراعة الأردنية، وأصبحت معلما طبيعيا وترفيها منذ عقود.
المواطن ثائر أبو رحمة من قرية دير رازح، قال إن الأحراش تتعرض لإبادة منظمة من قبل أشخاص معروفين في المنطقة، وتم إبلاغ الجهات المختصة عنهم، لكن لم تكن هناك عقوبات رادعة بحقهم، ما يجعل آخرين يتجرؤون على قطع الأشجار، خاصة قبيل فصل الشتاء الذي تتزايد فيه عمليات القطع للحصول على الحطب للتدفئة.
وأشار أبو رحمة إلى أن الفترة الممتدة من شهر رمضان حتى اليوم، شهدت إشعال النار في الأحراش 3 مرات، والتهمت مساحات واسعة منها، كحيلة من قاطعي الأشجار على أنهم يقومون بقص أشجار جافة ليس فيها حياة، موضحا أنه خلال المرات الثلاث حضرت طواقم الدفاع المدني إلا أنها لم تستطع إخماد النار لصعوبة وصول الإطفائية إليها.
من جهته، قال ناصر عمرو نائب رئيس مجلس تجمع قرى دير رازح وطرامة وواد الشاجنة وحفاير بسم، إن الأحراش تتعرض لتدمير من مجموعة من المواطنين، وإن الجهات الرسمية لا تتجاوب مع مطالب المواطنين لحمايتها بالشكل المطلوب، وتم ابلاغ مديرية الزراعة في كثير من الأحيان عن عمليات اعتداء على الأحراش.
وأضاف: 'لن ننتظر إبادة الأحراش ونحن ننظر فقط. سنتقدم بشكاوى رسمية بأسماء من يقدم على قطع أي شجرة في المنطقة، لوضع كل شخص ومؤسسة أمام مسؤولياتها، ففي السنوات الأخيرة أصبح داخل الأحراش الكثيفة فراغات كثيرة بسبب زيادة عمليات القطع'.
وأشار إلى أنه سمع فجر يوم عيد الأضحى، أصوات آلات قص الخشب في منطقة الأحراش، لأن المعتدين يستغلون أي وقت لا يراهم فيه أحد.
وناشد عمرو وزير الزراعة ومحافظ الخليل، التدخل لوقف هذه الجريمة بحق الأحراش التي تعتبر متنفسا للكثير من العائلات، وقيمة طبيعية مميزة.
من جهته، اعتبر مدير زراعة دورا مجدي عمرو، أن ما يجري بحق الأحراش في هذه المنطقة جريمة غير مبررة بحق الطبيعة، وأن المديرية تتحرك حسب إمكانياتها، مشيرا إلى أن المنطقة تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، وأن الأرض ملكية خاصة وليست للدولة، ولا تستطيع المديرية مراقبة المنطقة بشكل مستمر أو وضع حارس هناك، وأن طواقم المديرية قامت في كثير من المرات خاصة أوقات الثلوج، بمصادرة آلات القص ومنعت الاعتداء على الأشجار.
وقال: من الضروري إبلاغ المديرية بأسماء من يقومون بقطع الأشجار من خلال شكوى رسمية، حتى يتم اتخاذ المقتضى القانوني بحقهم، والتعاون مع المديرية لحماية الأحراش.
ولفت عمرو إلى أنه لم تقدم للمديرية أية شكوى رسمية، ولم تطلب أي جهة منهم تقريرا فنيا فيما يتعلق بحرق الأحراش.
بدوره، أكد مدير عام المراعي والغابات في وزارة الزراعة باسم حماد، أن الوزارة تولي المحميات الطبيعية والغابات أهمية كبرى، وأنها تسعى جاهدة لمنع الاعتداء على الأحراش، ولكن المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال تشهد اعتداءات متكررة، وأن المطلوب من أصحاب الأراضي أن يعملوا على الحفاظ على هذه الأشجار، ومعرفة الأشخاص الذين يعتدون عليها، والتقدم بشكوى ليتم التحرك قانونيا ضدهم.
وأشار حماد إلى أن الوزارة خصصت طوافين لمراقبة وحماية المناطق الحرجية في الأراضي الحكومية ومناطق السيطرة الفلسطينية، ويقوم هؤلاء بوقف كثير من التعديات، ويتم تحويل المعتدين إلى القضاء.
وتعتبر منطقة العالمية من أجمل مناطق جنوب دورا، بمساحتها الخضراء التي تزيد عن 100 دونم من أشجار الصنوبر، إلا أن عمليات الحرق الأخيرة التهمت عددا كبيرا من الأشجار ما يهدد بإبادتها.