من رام الله.. العلم سيبقى مرفوعا
يزن طه
وقفت رافعة العلم الفلسطيني، إلى جانب المنصة الرئيسية، التي نصبت في ساحة ميدان الشهيد ياسر عرفات في مدينة رام الله، لنقل خطاب الرئيس محمود عباس إلى الجماهير التي احتشدت في الساحة.
أنهكها التعب فجلست إلى جانب سماعة، قبل أن يحضر لها أحد الشبان كرسيا تجلس عليه، انتظرتها حتى أنهى الرئيس خطابه، توجهت إليها فورا، عرفتها على نفسي، وما أن انتهيت حتى فرقتنا أصوات الطبول العالية، انتفضت من مكانها، تبعتها، ثم ألقيت عليها سؤالي، ما رأيك في خطاب الرئيس؟ فأجابتني بصوت فيه من الفخر ما يكفي أنها استمعت إلى الخطاب كاملا من الميدان لا من المنزل، 'رفع روسنا، زي ما رفع علمنا'، ثم مضت.
تلك المسنة التي لم تتح لي فرصة سؤالها عن اسمها أو من أي مدينة أو قرية حضرت، لم تكن وحدها في ميدان الشهيد ياسر عرفات ترفع علم فلسطين، بألوانه الأربعة، ولم تكن وحدها التي رقصت فرحا بعد انتهاء الرئيس من خطابه 'التاريخي' في الأمم المتحدة.
وأجمع المواطنون الذين تواجدوا لمتابعة خطاب الرئيس محمود عباس في الساحة، بأن الخطاب كان تاريخيا بشدة، وحمل رسائل شديدة اللهجة للعالم بأسره، ولدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وعن الخطاب؛ قال المواطن إياد الصوص، نافثا دخان سيجارته، بنوع من الطمأنينة والارتياح، بعد لحظات من الأعصاب المشدودة، خلال خطاب الرئيس، 'الخطاب تصعيد واضح، وهو ضغط على الأمم المتحدة وعلى الجانب الإسرائيلي للعودة إلى طريق السلام الذي يعتبر خيارا فلسطينيا استراتيجيا'.
وعن رفع العلم، اعتبر الصوص أن العلم الفلسطيني دفع ثمنه دما، 'كان من يرفع العلم في سنوات انتفاضة الحجارة، يسجن ويقتل، لذلك فإن قرار رفع العلم الفلسطيني انتزع بالدم الفلسطيني'.
المواطنة عطاف عبد الوهاب، التي تعمل رئيسا لتحرير دورية 'بلادنا لنا'، وصفت الخطاب بالممتاز، واعتبرته كشفا لكل ما تقوم به إسرائيل.
ووصفت الرئيس بـ'الحريص على شعبه، الذي كسر الصمت، وتحدث بكل صراحة، وأعلن إعلانا شديد اللهجة بأننا لن نبقى ملتزمين بالاتفاقات طالما لم يلتزموا بها'.
قاطعتها الشابة رولا مخيمر، التي كانت تقف لجانبها 'بأن الإسرائيليين هم الذين أجبروا أبو مازن على هذه الخطوة، لأنهم لم يلتزموا بالاتفاقات، ولم يسيروا باتجاه السلام'.
اجماع كامل من قبل المواطنين الذين وصلوا ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله للاستماع لخطاب الرئيس مباشرة، إن الرئيس 'دبلوماسي محنك'.