زمن فلسطين
هذا هو زمن فلسطين، زمن حضورها الاممي، وقد بات علمها اليوم خفاقا بين اعلام دول العالم كلها، هذا هو زمن صعودها، رغم الهابطين بانشغالاتهم في صراعات الاقليم الدموية.
أحبها وانتصف لها مجتمع الضمير الانساني، فصوت لصالح رفع علمها امام مبنى الامم المتحدة، في خطوة لن تكون رمزية فحسب، بل انها في واقعية التاريخ وسيرته، إشهار عالمي لحقيقة فلسطين، وضرورتها كدولة ينبغي ان تستقل، بخلاصها من الاحتلال وزمن الاحتلال.
هذا هو زمن فلسطين بصوتها، صوت الحق والحقيقة، صوت الارادة الحرة لأهلها وفرسان مسيرتها التحررية، صوت قرارها الوطني المستقل، صوت الايمان بحتمية النصر، وحتمية العدل، حين اقرار العدل بالسلام الممكن.
وهذا هو زمن اصرارها، على المضي قدما في دروب الحرية، حتى سدرة منتهاها، رغم كل الصعوبات والعراقيل والمعيقات والممارسات التعسفية الاحتلالية، وغيرها التآمرية، المضي قدما بالنضال والمقاومة الشعبية السلمية، وبالسعي لتكريس وحدة الوطن والشعب، والاستمرار في بناء مؤسات الدولة، وتعزيز الحكم الرشيد، بشفافية وديمقراطية المراجعة والمساءلة والنقد المسؤول.
وكما يرفرف علم فلسطين اليوم بين رايات الدول في الامم المتحدة، سيرفرف فوق اسوار القدس، وفوق مآذن جوامعها وابراج كنائسها، وسطوح بناياتها وبيوتها، سيرفرف علما للحرية والاستقلال والسيادة في فضاء عاصمته الابدية.
هذا هو زمن فلسطين، الذي يتسع اليوم بخطوتها الجديدة الكبرى، نحو مرحلة اخرى من مراحل نضالها التحرري، وقد اعلنت على لسان رئيسها ابو مازن من على منبر الامم المتحدة، ان الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل، لن تكون ملزمة لها بعد الان، طالما ظلت اسرائيل تواصل الاجهاز عليها، ورغم ذلك فإن يد فلسطين ستظل ممدودة للسلام اذا ما كانت هناك يد اسرائيلية تريد ذلك، وتسعى لمصافحتها لسلام العدل الممكن، دون احتلال ودون صلف الاستيطان وعسف شهواته الاستحواذية المقيتة.
وهذا هو الرئيس ابو مازن، قد قال واوضح ووضع النقاط على حروفها، كما وعد، وسيقول اكثر بفعل الموقف وتجلياته وبرامجه النضالية، ان فلسطين بشعبها وبقيادتها الوطنية الشرعية، لا تعدم الخيارات، ولا تعرف التردد والتراجع والمساومة ولا تخشى في الحق لومة لائم، مثلما لا تخشى مزايدات اصحاب الشعارات والخطابات الشعبوية الاستهلاكية، هؤلاء اليوم كما هم دائما في ردة الفعل وبعيدا عن المسيرة الحرة، سيواصلون اللهاث خلفها بالشعارات والخطابات ذاتها.
هذا هو زمن فلسطين، زمن شمسها التي لا غربال بوسعه ان يغطيها، زمن ريحها الطيبة وهي تلوح بعلمها بين رايات الامم، زمن اغنية علمها، وقد باتت نشيد الامل ونشيد العمل.. والله وشفتك ياعلمي.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير