ليلة من ليالي 2002..
شادي جرارعة
في مستشفى رفيديا سبعة شبان وضعوا للتو على الأسرة لتلقي العلاج الطبي بعد اصابتهم برصاص حي أطلقه جنود الاحتلال صوبهم في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس.
وفي هذه العملية التي استمرت عدة ساعات في الأجزاء الشرقية من المدينة، شوهد هؤلاء المصابون وهم ممدون في الشوارع قبل أن تنقلهم سيارات الاسعاف إلى المستشفيات.
وكأن الليلة الفائتة في مدينة نابلس من ليالي نابلس في السنوات الأولى من الاجتياحات الكبيرة التي تعرضت لها المدينة خلال انتفاضة الأقصى، فصوت الطائرة الزنانة المعروفة بطائرة الاستطلاع لم تهدأ إطلاقا طوال يوم أمس وحتى صباح اليوم.
قوات الاحتلال دخلت المدينة وبدأت بإطلاق قنابل الصوت والرصاص الحي باتجاه المنازل المستهدفة، ومكبرات الصوت تصدح أخرجوا من منازلكم.
بدأت عملية الاقتحام للمنازل في تمام الساعة 3 فجرا، وتمركزت القوات المحتلة في منطقة الضاحية على مدخل المدينة الشرقي.
منازل مدمرة وأبواب خلعت من أماكنها وأثاث متناثر هنا وهناك، كل هذه مشاهد على مدى قوة الاقتحام الذي تعرضت له منازل مدينة نابلس.
يقول المواطن رامز عليوي: 'تمت مهاجمة منزلنا بقنابل الصوت والرصاص في تمام الثالثة فجرا، نحن نسكن في عمارة سكينة مكونة من ست عائلات، بدأ جنود الاحتلال بالمناداة علينا عبر مكبرات الصوت للخروج من المنزل، وبعد أن تم إخراجنا بالكامل دخل جنود الاحتلال وعاثوا بالمنزل دمارا ولم يبقوا شيئا على حاله دون أن يخبرونا عن ماذا يبحثون، فقط تدمير وضرب واعتقال كل ما قاموا به، وقبل خروجهم اعتقلوا أخي راغب من دون أن يخبرونا بشيء نهائيا'.
لكن للسيدة فضيلة كوسا وضعا مختلفا تماما، فلم يقتصر الأمر على اقتحام والاعتداء على منزلها والعبث بمحتوياته، بل اعتقلوا أبناءها الثلاثة؛ سمير وزاهي وعبد الله كوسا.
تم اعتقال زاهي وعبد الله من منزلها، فيما سمير اعتقل من بيت عمه في مخيم عسكر بعد أن تم الاعتداء على زوجته ووالدتها ونقلها إلى المستشفى بعد إصابتها من قبل جنود الاحتلال.
وذكرت مصادر طبية في مدينة نابلس 'أنه تم تسجيل 14 حالة إصابة متنوعة، منها 4 إصابات بالضرب، وواحدة بالرصاص المطاطي، وتسع حالات بالرصاص الحي، تتراوح ما بين طفيفة ومتوسطة'.
من جهته، أكد مدير نادي الأسير في نابلس رائد عامر أن قوات الاحتلال اعتقلت تسعة شبان من منطقة الضاحية بعد عملية عسكرية كبيرة شهدتها المدينة الليلة الماضية.
وكان قادة سياسيون إسرائيليون وعسكريون هددوا بالقيام بعمليات عسكرية وبالضغط على المواطنين بذريعة البحث عن مطلقي النار صوب المستوطنين الذين قتلا ليلة أمس الأول شرق نابلس.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أغلقت قوات الاحتلال طرقا رئيسية وفرعية في محيط المدينة والقرى المحيطة بها، فيما نفذ المستوطنون هجمات متكررة ضد المواطنين وأصابوا عددا منهم، وألحقوا خسائر كبيرة بممتلكاتهم.