الاحتلال يُعدم علون مرتين
علاء حنتش
مشهد إعدام الشهيد فادي علون فجرا في القدس المحتلة أمام الكاميرا وهو أعزل ويحاول تلافي مطاردة المستوطنين له، هز وجدان كل من شاهده، وكشف حقيقة إرهاب دولة الاحتلال ومستوطنيه، وتقاسم الأدوار في جرائمهم بحق أبناء شعبنا.
'قصة الشهيد علون تجمع شتى ألوان الألم، فمنذ أن كان طفلا، يعيش مع والده وحيدا في القدس، بعد أن منع الاحتلال أمه وشقيقه محمد، اللذين يعيشان في الأردن، من دخول الضفة، فأمّه لم تستطع احتضانه وتقبيله القبلة الاخيرة، كسائر أمهات الشهداء اللواتي ودعن فلذات أكبادهن'، قالت ندى علون عمة الشهيد.
شهود عيان أكدوا أن 'مجموعة مستوطنين طاردت فادي قرب منطقة المصرارة في محيط باب العامود في القدس المحتلة، عندما كان عائدا من المسجد الأقصى، ولدى محاولته التخلص منهم، أطلق جنود الاحتلال النار عليه بشكل مباشر، ما ادى إلى استشهاده على الفور'.
ودحض هؤلاء رواية الاحتلال، الذي زعم أن 'علون طعن مستوطنا ولاذ بالفرار تجاه شارع 'رقم 1'، قبل أن تطلق قوات الشرطة عيارات نارية بدقة اتجاهه من مسافة صفر شلته عن الحركة وأسفرت عن وفاته في المكان'.
وأظهر مقطع فيديو نشره نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة كبيرة من المستوطنين وهي تحاصر الشاب المذعور، قبل الاعتداء عليه بالضرب والسحل وهو ملقى على الأرض دون حراك، ووجهوا له الشتائم، وهم يدعون للانتقام من العرب.
النائب جهاد أبو زنيد، قالت: 'هذه ليست المرة الأولى التي يُعدم فيها الفلسطينيون بدم بارد على يد قوات الاحتلال ومستوطنيه، ولن تكون الأخيرة في ظل عدم تدخل المجتمع الدولي لتوفير حماية دولية لشعبنا، خاصة في القدس'.
مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين، قال إن عائلة علون تعرضت لويلات الاحتلال منذ أن كان فادي طفلا وحرمت أسرته من حق لم شملها، الذي يكفله القانون الإنساني الدولي، وتحديدا العقد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية حقوق الطفل.
وأضاف أن تكرار عمليات إعدام الفلسطينيين على يد الاحتلال ومستوطنيه بدم بارد، يستدعي تحركا دوليا لوقف هذه الجرائم، توفير حماية دولية لأبناء شعبنا.
16 عاما قضاها والد الشهيد علون في تربية نجله فادي، ليراه شابا يافعا يعوضه عن سنين ملؤها الألم، انتهت بفاجعة اغتياله بدم بارد، وبطريقة وحشية، لكن عزاءه الوحيد أن فادي قضى شهيدا على ثرى القدس، التي أحب وأصر أن يتربى نجله في حاراتها وأزقّتها.