الحرب على الزيتون
علاء حنتش
حوّل المستوطنون وجنود الاحتلال موسم قطف الزيتون من موسم بهجة وفرح لدى كثير من المواطنين إلى كابوس يؤرقهم، بفعل اعتداءاتهم على قاطفي الزيتون، وسرقة زيتونهم، وحرمانهم من الوصول إلى أراضيهم، ناهيك عن قتل الأمل لدى بعضهم عندما تقطع أشجاره او تحرقها قبل قطفها...
المزارع أكرم عمران (46 عاما) من قرية بورين جنوب نابلس أب لسبعة اطفال ويعيل والديه، لا يملك مصدر دخل سوى ما تنتجه أرضه، كان ضحية لجرائم المستوطنين كآلاف المزارعين وما زال يعاني حتي اليوم وقصته تجمع كل أنواع ممارسات المستوطنين وجيشه بحق اشجار الزيتون التي يمتلكها .. من حرق وقطع ونهب ومنع الوصول اليها.
يقول عمران: 'في عام 2009 قام مستوطنو يتسهار بحرق اشجار الزيتون بشكل جزئي، وقمت بالاعتناء بها، الا أنهم عاودوا اعتداءاتهم في عام 20011 وقطعو 117 شجرة زيتون أقل غرسة عمرها 80 عاما، ثم أعادوا الكرّة عام 2013 وقاموا بالاعتداء عليها بالحرق'.
واوضح أنه قام بعد قطع المستوطنين لاشجار الزينون بالاهتمام بما تبقى من أجزاء الاشجار المتبقية وقام بالاعتناء بها وتركيبها حتى أثمرت هذا العام بعد 5 سنوات من قطعها إلا ان الاحتلال ومستوطنيه يمنعونه من الوصول إليها كباقي سكان المنطقة الذين يحرموا من الوصول إلى أراضيهم القريبة من المستوطنة.
من جهته أكد مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة رامز عبيد أن المواطنين يمتلكون 40 ألف دونم على مستوى الضفة محيطة بالمستوطنات والجدار والمناطق التي تعتبرها دولة الاحتلال مناطق أمنية يمنع الوصول اليها الا بتنسيق او تصاريح، وأن هذه المساحات تراجعت انتاجيتها بنسبة 50% لأن هذه الاشجار بحاجة إلى رعاية.
وأوضح عبيد أن سلطات الاحتلال تمنح التصاريح بمواعيد غير مناسبة للحراثة او القطاف ولا يمنح المزارع الوقت الكافي لانهاء القطاف وأحيانا يؤخروا موعد التصاريح ليجد المزارع أن المستوطنين سرقوا الثمار.
مدير دائرة ثوثيق الأضرار في وزارة الزراعة نزيه أبو فخيدة بين أن الوزارة وثقت تعرض 72572 شجرة الى اعتداء وانتهاك منذ عام 2011 حتي بداية الشهر الجاري، تنوعت ما بين حرق وقلع وسرقة ثمار ومخلفات سائلة، ملحقة خسائر تقدر 34129135 شيقلا .
وأشار أبو فخيدة الى أن هناك حربا من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين على المزارعن ومصدر دخلهم لاجبارهم على ترك أراضيهم وهجرتها.
المزارع عمران لم تثنه ممارسات جيش الاحتلال والمستوطنين من رعاية أرضه، مشيرا الى أن قوات الاحتلال والمستوطنين كانوا يمنعونه وباقي المواطنين من الوصول الى اراضيهم وحراثتها وقال' كنا نذهب لحراثة الارض الساعة الرابعة فجرا ونعود قبل أن ان يرانا أحد من المستوطنين وجيش الاحتلال لأنهم كانوا يطردوننا'.
عمران الذي يعتمد في دخله على ارضه منذ عام 1991 يرفض العمل إلا في الزراعة، حاله كحال آلاف المزارعين الفلسطينيين ويسعى جاهدا لرعاية ارضه التي يعتبرها أعز ما يملك رغم ممارسات الاحتلال والمستوطنين وجيش الاحتلال، معتبرا أن المعركة مستمرة من أجل بقاء زيتونه أخضرا.