الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

الابتسامة العالية في وداع المهند - حسن سليم

لم انجح وأنا احاول ان اكتب ولو فقرة واحدة عن عرس الشهيد مهند الحلبي، ذلك الفارس الذي فتح الباب لهبة الصبار ان تعبر مسرعة كالنار في الهشيم.

تجمد الحبر، وانا اشاهد ابتسامة الماجدة والدته وهي تودعه بطبع قبلة على جبينه كأنه بالفعل يوم زفافه، وتلوح بيدها في مهرجان وداعه،وهي تطلق الزغاريد، فيما ابتسامتها تعلو فوق رؤوسنا، تمطرنا عِزة وقوة وصبرا، فيما يغادر المهند.

في مهرجان الوداع فكرت خلسة ان أتسلل من بين النسوة لأهمس في أذنها، شفقة عليها: " أرجوك ابكي، دعيني أرى دموعك غزيرة، اصرخي بحرقة، ولولي كما كل النساء الثكالى، اضربي من يواسيك بيد مرتجفة "، لكنني لم أجرؤ، كنت عاجزا، جبُنت، فعدت ولم اتقدمْ، فيما المشهد يستمر، ولا تفسير لدي.

كأنها أصبحت عادة أو ميزة في هبة الصبار ان يبتسم كل الأحرار والحرائر تحت وقع الموت او الاعتقال، فيما نحن نضحك كمجانين، غير قادرين على التفسير لهذه الظاهرة الكونية الجديدة، التي لم نقرأ عنها من قبل في كتب علم النفس، ولا في زوايا الغرائب على صفحات المجلات والصحف.

قلت في نفسي، يوم وينتهي، وتبدأ بالبكاء، ولكنها صفعتني بزغاريدها وتهاليلها وهي تستقبل المهنئات لها من الطلبة، كأنها كانت تستدعي ضحكات طفولته من مخبأ أعدته لهذا اليوم، او تستعيد ذكريات تمر كشريط من امامها.

اعلم يقينا أن والدة " المهند " سترغب بالبكاء وذرف أكثر من ماء بحر على رحيله، بعد أن يتعب قلبها اشتياقا، لكنني لست واثقا إن كان قد تبقى لها من الدمع ما يكفي حزناً على من رحل.

كانها سمعت ما افكر به خلسة، جاءت من غير قيامها من مجلسها لتخبرني: يكفيني زيارته في بحر الغفوة كل ليلة، بعد ان يغادر المهنئون، باحتضان جارف، ليستريح في صدري بعد مشوار طويل من خلف أسوار مدينة اشعل الشمع فيها، القدس مدينة عشقها حتى الموت، لكنه نسي ان يموت، وظنكم كذلك.

لك الصبر من بعد المهند، ومنا الخجل من ابتسامتك العالية.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024