مستعربون.. وهيلمات زعامات كرتونية ! موفق مطر
هل يحق لنا الخشية من تسلل جماعات الاستغلال السياسي ومستخدمي الدين الى كابينة الحراك الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال؟! بالتأكيد نعم، فهؤلاء لا تعنيهم المقاومة الشعبية المنظمة، وانما معنيون بحرف بوصلة النضال الميداني، واختلاق حالات فوضى تحت مبررات وحجج وذرائع (المقاومة) لتقديم الفوضى و(العنف العبثي) على طبق من ذهب لدولة الاحتلال، فتمعن في تدمير مقدرات نواة دولة فلسطين، فنفقد بذلك الناقل والهدف الاستراتيجي، ونعني بذلك السلطة التي لا بد منها كنواة تتطور وتنقل الشعب الفلسطيني الى مرحلة دولة فلسطينية، ونضيع هدف الدولة الفلسطينية الاستراتيجي للبرنامج السياسي الوطني الذي اجمعت عليه فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ولا تخالفه من حيث المبدأ حركتا حماس والجهاد الاسلامي، باعتبارهما تقران بدولة فلسطينية بعاصمتها القدس تلتقي عليه نحو الدولة والاستقلال، مع اقرارنا ان دولة الاحتلال فعلت المستحيل لمنع تجسيد هذا الهدف منذ العام 1999، لكن الصراع مع دولة الاحتلال في ميدان القانون الدولي، اكسبنا مشروعية حدود هذه الدولة، حتى اصبحت بحدودها القائمة على خط الرابع من حزيران من العام 1967 دولة تحت الاحتلال وليس فيها ما هو متنازع عليه، وهذا ما يجب الانتباه له، لأن تغيير قواعد الاشتباك مع دولة الاحتلال، في ظل تغير مفاهيم العالم – ليس القوانين والتشريعات – لمعنى المقاومة المشروعة، وانشغال المحيطين العربي والدولي بحروب وصراعات داخلية واقليمية، سيسهل على دولة الاحلال اسرائيل تنفيذ ضربتها القاضية لمشروعنا الوطني بلا حسيب او رقيب، او حتى اعتراض خاصة اذا وفر "الانتهازيون" عندنا بعضا من دماء المدنيين الاسرائيليين الابرياء كـ (نوتة) فتعزف دولة الاحتلال على اجساد شعبنا ومقدراته وارزاقه وبيوته بقذائف مدافع وطائرات الاحتلال سيمفونيتها المعتادة، وهي تقدم رواية المظلومية للعالم!.
سينتصر الشعب الفلسطيني للمقدسات، لأن المساس بها مساس بتاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني والأمة العربية ايضا، كما ستقود حركة التحرير الوطني الفلسطيني هذا الحراك الشعبي، مع اشكال المقاومة الشعبية الموازية، ما يثبت ان حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ما زالت القلعة الوطنية والقومية الصامدة المانعة لتمدد المشروع الصهيوني وتهويد القدس، والمقدسات الاسلامية والمسيحية في هذه الارض المقدسة فلسطين، وستمنع بالحوار حيث امكن، وببسط النظام وقانون المصالح العليا للشعب الفلسطيني، أي محاولة لحرف الحراك الشعبي المنظم الموازي للنضال السياسي ضد دولة الاحتلال والمستوطنين الارهابيين، فهنا وفي هذه المرحلة بالذات بعد اقتناع العالم، بصواب منهج القيادة الفلسطينية، وانتزاع الاقرار منه بحق الشعب الفلسطين بدولة مستقلة، لا تجوز المغامرة، كما لا يحق لأي كان صنع (كرسي زعامة) من نوع ما لنفسه من عظام الشباب والصبايا والأطفال والفتيان من الشعب الفلسطيني القادر، (فالهيلمات) وموضة تصنيع الهالات، ومحاولات اقناع الجماهير بشخوص (زعامات كرتونية) ستبوء بالفشل، لأن آثار تداعيات التجارب السابقة المكلفة دماء وارواحا ومقدرات مازالت راسخة في الذاكرة الملامسة لحاضرنا وواقعنا اليومي.
الوعي للظروف والواقع، وادراك اهداف هذا الحراك، والانتظام تحت علم فلسطين، علم الوطن فقط، واتباع قرارات وتعليمات قيادة الشعب الفلسطيني، اهم متطلبات نجاحه، وتحقيق اهدافه، ولسد الثغرات أمام متسللين مستعربين، غير الذين يفاجئون شبابنا في نقاط التماس مع جنود الاحتلال، فهؤلاء الذين نقصدهم مواقعهم على الفضائيات، وصفحات التواصل الاجتماعي، والشبكة العنكبوتية (الانترنت) من صنف الرملة السوداء (السامة) مقاومتهم جعجعة، وورقية، ينتظرون مقابلها رزم الورق الأخضر لا أكثر، فليحذر منهم الشباب خاصة، وشعبنا عامة, وليسدوا عليهم سبل التجارة بالدماء الانسانية فالمقاومة يجب ان تبقى شعبية وسلمية، ونصدق المنهج الصائب لرئيس وقائد الحركة تحرر الشعب الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن"، فالعلم يحترم القائد المعبر عن ارادة شعبه ويجل الشعب الذي يحترم عقل قائده الحكيم.