في ذكرى ماجد أبو شرار
خمسة وثلاثون عاما مضت على رحيل القائد الرمز عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ماجد ابوشرار، الذي اغتاله الموساد الاسرائيلي بعبوة ناسفة تحت سرير نومه في احد فنادق روما حيث كان هناك يشارك في مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الغلسطيني عام 1981من القرن الماضي ، احالت عبوة الموساد الناسفة بنيرانها جسد الشهيد الى فحم لكنه وحسب الذين حملوا جثمانه الى المشفى كان متوهجا باحمر التحدي وكان توهجا ينطق بالمعنى الذي كان يجسده ماجد ابو شرار كقائد ومفكر ثوري وكرجل المواقف والبوصلة التي لم تنحرف يوما عن اتحاهاتها الصحيحة .
كتب مرثية ماجد , شاعر فلسطين الكبير محمود درويش دلالة على فداحة الفقد حين شاهده نائما في تابوته فناداه " صباح الخير يا ماجد صباح الخير / قم اقرأ سورة العائد / وشد القيد/ على بلد حملناه كوشم اليد.
هكذا رأه الشاعر حاملا فلسطين كوشم في يده ، واكثر من ذلك كان ماجد يحمل فلسطين وشما في روحه وعقله حتى انه لم يكن ينطق بغيرها فكرا وادبا ،فماجد لم يكن قائدا مفكرا فحسب بل واديبا كتب " الخبز المر " خبز الفلسطينيين حين كانوا لاجئين .
خمسة وثلاثون عاما مرت وماجد في بهاء فكرته الثورية في واقعيتها ، خاضت فتح دروبها الصعبة ، تمثلتها في مواقف مختلفة غير ان التباس السياسة بعد اوسلو جعلها تلتبس بلغة صعبة ..لم ننس ماجد لكنها الوقائع المتسارعة واشتباكات المعقدة التي تسرع " الفيس بوك " ومازال يتسرع بتوصيفها بانفعاليات ما زال كثيرها يراهق في يسارية غابرة ....!!! هذا التشخيص لهذا التسرع علمنا اياه القائد ماجد ابو شرار بثوريته الواقعية وبتفهمه الوطني الذي كان يقبل الاختلاف ويتصدى للوقيعة ولغة الفرقة والتشرذم والانقسام ...نذكر هنا ان انشقاق الذي حدث في فتح بعد الاجتياح لاسرائيلي للبنان عام اثنين وثمانين ، ما كان له ان يحدث لو كان ماجد ابو شرار حيا ، والمغزى ان هذا القائد الثوري كان يجمع ويوحد مهما كان الاختلاف بين رفاق الدرب الواحد .
اغتاله العدو في مقدمة لتدمير فتح بشق وشرذمة صفوفها ..لكن فتح ماجد رجل الوحدة والتألف والحوار لا تقبلُ القسمة ولا الأنقسام .
بروح ماجد وفكره وامثولته الثورية نواصل المسبرة كي نأكل الخبز المر وحتى نأكل خبز الحرية برغيف الاستقلال ..خبز الكرامة والعدالة الاجتماعية ..خبز فلسطين الدولة ..وصباح الخير يا ماجد ..صباح الخير.
كتب رئيس تحرير مفوضية العلاقات الوطنية