معتز زواهرة.. عاد مستشهدا
يامن نوباني
في آب الماضي أعلن الأسرى الإداريون، نضال أبو عكر، وشادي معالي، وغسان زواهرة 'التعمري'، وبلال عمر داود، من مخيم الدهيشة في بيت لحم، الإضراب عن الطعام، احتجاجا على اعتقالهم الإداري، قبل أن ينضم إليهم منير أبو شرار، وسليمان توفيق اسكافي من الخليل، وبدر الرزة من نابلس، في إضراب استمر لأكثر من 30 يوما.
'بعد بدء الاضراب بعدة أيام عاد معتز زواهرة (27 عاما) من فرنسا التي سافر إليها بنية العمل والاستقرار، أعاده إضراب شقيقه غسان، الذي أمضى عشرة أعوام في الاعتقال الإداري خلف القضبان'، قال لؤي، صديق الشهيد معتز. وأضاف، قال لي 'روحت من فرنسا، خفت يستشهد بدون ما أودعه'.. فاستشهد معتز ولم يودعه غسان.
يتابع لؤي تفاصيل الاستشهاد، لبى معتز نداء الوطن ودعوة لمسيرة انطلقت من مخيم الدهيشة إلى المدخل الشمالي لبيت لحم، في محيط مسجد بلال بن رباح، ليواجه بنادق القنص الاحتلالية بصدره العاري مع مئات الشبان، وكان دوما في مقدمة التصدي، وهناك قنصه جندي بالرصاص، في إصابة قاتلة لشاب شجاع، ليرتقي شهيداً..
يقول أقارب الشهيد، أحضر معتز الماء وبدأ بتوزيعه على الشبان، بعد شعوره بالعطش الشديد، وأثناء ذلك ألقى الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، وأطلق النار ليصيب معتز، وكان شقيقيه حمدان ومحمد أول الواصلين إليه، سمعوه يغني: 'يا أم الشهيد وزغردي'، كررها مرتين، وكانت آخر ما لفظه الشهيد.
في مستشفى بيت جالا الحكومي، يضع أحمد شقيق معتز، رأسه على صدر الشهيد ويتمتم طويلاً، فيسحبه أحد الشبان، فيرد: 'استنى بحكي معه'.
شقيق آخر وهو محمد، يُفرق الشبان عن جسد معتز ويقول: 'ابعدوا أنا بعرف كيف أصحيه، معتز عايش، قوم يخوي اصحى'.
ينتمي الشهيد معتز إلى عائلة عريقة بالنضال، فشقيقه أحمد جريح وأسير محرر، ومحمد أسير محرر أمضى أربع سنوات في سجون الاحتلال، وحمدان جريح وأسير محرر أمضى عام ونصف في سجون الاحتلال، وغسان ما زال خلف القضبان، وأمضى عشرة أعوام في سجون الاحتلال، ووالدهم ابراهيم زواهرة أمضى 7 سنوات في سجون الاحتلال، كما تعرض بيتهم أكثر من مرة للتفجير والتخريب على يد قوات الاحتلال.