خارطة الإرهاب في نابلس
شادي جرارعة
تعد قرى جنوب وشرق نابلس الشاهد الأكبر على العمليات الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون، 14 مستوطنة تلتف على محيط نابلس وتطبق عليها بشكل كامل، تشكل خارطة إرهاب المستوطنين، وتصدر القتل والتدمير بحق المواطنين هناك.
فقرى بورين وقصرة وعوريف المحاذية لمستوطنتي 'ايتمار ويستهار'، أكثر القرى التي تعرضت للاعتداءات والقتل من قبل المستوطنين.
مستوطنات 'يتسهار، شيلو، عيلي، براخا، ايتمار، شيفوت راحيل, وتفوح'، في محافظة نابلس، تعد الاسوأ على الإطلاق لما تحويه من جماعات متطرفة وجماعات 'تدفيع الثمن'، هذه المجموعات ارتكبت خلال الفترات الماضية العديد من الانتهاكات والاعتداءات بحق الممتلكات والمواطنين، كان أبرزها إحراق عائلة دوابشة حية في قرية دوما، من قبل مجموعة 'تدفيع الثمن' الإرهابية.
في عام 2011 قتل المواطن عصام بدران خلال تصديه لهجوم المستوطنين على قرية قصرة من الجهة الجنوبية للقرية .
عند تجوالك في محيط مدينة نابلس سوف ترى المستوطنات على طول الطرق المحيطة بالمدينة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها حتى غربها، ما يقارب 14 مستوطنة تحيط بنابلس تم إنشاؤها بعد عام 1967 بإيعاز من الحكومة الإسرائيلية للتوسع في مناطق مختلفة من الضفة، حيث تم إنشاء ما يقارب 48 بؤرة استيطانية، بدأت بـ'كرفانات' ومن ثم تم توسعتها بحماية من الجيش الاسرائيلي .
وذكرت التقارير بأن أول مستوطنتين تم أنشاؤهما هما 'جيت، ومخوراه' وهما مستوطنتان ذات طابع زراعي.
وتشير الاحصائيات المسجلة لدى معهد أريج خلال الفترة الأولى من عام 2015 'بأن حصيلة اعتداءات المستوطنين في محافظة نابلس بلغت 78 اعتداءّ متمثلة بالاعتداءات على الممتلكات والمواطنين ودور العبادة'.
وتصدرت الاعتداءات على دور العبادة بالضفة قائمة الاعتداءات بـــ183 اعتداء، كان آخرها حرق مسجد بقرية المغير قرب رام الله، وقبله إحراق مسجد أبو بكر الصديق في قرية عقربا، والذي يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لتلك العملية الإرهابية.
خارطة الإرهاب في محافظة نابلس لا تقتصر على المستوطنات المنتشرة على قمم الجبال والتلال المحيطة بالمدينة، إنما يتعدى ذلك إلى الطرق التي تخترق القرى الفلسطينية، هذه الطرق تعد الحلبة الأولى لعمليات الاعتداء على المواطنين من عمليات دهس ورشق للحجارة وإحراق للسيارات .
شارع حواره الذي يشهد انتهاكات يومية من قبل المستوطنين، هو أحد هذه الشوارع القاتلة التي يقصدها المستوطنون لنشر غطرستهم ودمارهم، فهو يقع بين حاجزين، ووجود جنود الاحتلال بالشارع يساعدهم على ذلك .
يتواجدون على الطرق المؤدية الى القرى يختبئون بين الأشجار يحملون بأيديهم الأسلحة وما أن تأتي فريستهم حتى ينقضوا عليها بهدف قتلها، خارطة إرهاب المستوطنين تلتف على محيط نابلس وتطبق عليها بشكل كامل.
اعتداءات المستوطنين هذه تتم بشكل منظم فلم تسجل أي حالة اعتداء فردية من قبل أي مستوطن.
هذا الامتداد للمستوطنات يـأكل الأخضر واليابس وكل شيء يحيط به فتوسع المستوطنات يأكل الأرض ويقضي على المزارع ويجعل تحرك المواطنين محدودا جدا .