جرائم اسرائيل.. (الدولة المزيفة) ! موفق مطر
لا تدل حملة الارعاب والارهاب التي ينفذها جيش ومستوطنو وحكومة دولة الاحتلال الا على اصولية عنصرية، منفصلة عن مفاهيم وقيم ومبادئ الانسانية، فجرائم الاعدام الميداني لشبان فلسطينيين من الجنسين، لا ترقى الى مستوى جرائم حرب وحسب، بل اثبات على ان جريمة احراق عائلة الدوابشة، ومن قبلها الفتى المقدسي محمد ابو خضير لم تكن حالات استثنائية، وانما منهج مستخلص من خليط مركز فريد في العالم، خليط عنصرية وكراهية، مع عقدة تفوّق مرتبطة بثقافة دينية حاخاماتية، لا يهودية، تنكر حق الآخر بالحياة وتشرعن اغتياله جسديا وسلبه الحرية اهم ما في ملكوت الانسان المعنوي، واجتثاثه من موطنه، ما يعني تصادم منظومة دولة الاحتلال الاسرائيلية مع الاتجاه الطبيعي للدول ذات المبادئ والمناهج الانسانية، فحكومة الدولة التي تبيح لسلطاتها ارتكاب جرائم على الهواء مباشرة، وتشرعنها بقرارات لا اصل لها الا في اعراف الجماعات البشرية الهمجية المتوحشة، لا يمكنها اقناع العالم بوجود جذور حضارية تاريخية لها في هذه المنطقة المشهورة بتنوع النبت والغرس الحضاري، فحكومة اسرائيل بقيادة نتنياهو التي تعتبر اغتصاب مقدرات حياة الانسان الفلسطيني الروحية والمادية بطولة، وقامت على اساس قتل الفلسطينيين، ها هي اليوم تنفذ برنامجها الانتخابي، وكل عضو فيها شريك بجرائم الحرب، وضد الانسانية.
لم نتمكن من تحديد نقطة ارتفاع وتيرة الارهاب الصهيوني، فمنذ مؤتمر بازل في العام 1897 - تأسس هذا الارهاب ضد الانسان الفلسطيني وحياته وحقوقه على ارضه فلسطين، عندما بدأت الجريمة التاريخية الأكبر بحق الانسانية، فالتفكير والتخطيط الذي كان ماثلا في اذهان قادة المشروع الصهيوني الأوائل ما زال مستوطنو دولة داعش اليهودية وجيشها يكرسونه كمنهج يومي، وآخره مشاهد ترك فتياننا الفلسطينيين وفتياتنا ينزفون بعد اطلاق الرصاص الحي عليهم، كأحدث وسيلة لنشر الفزع والرعب في نفوس الفلسطينيين وتحديدا في القدس، لدفعهم نحو الهجرة، واحدث تعبير عن طبيعة خلطة دماء العنصرية وارهاب الدولة المنظم.
يعتبر الاسرائيلييون انفسهم اذكى المجتمعات الانسانية في العالم، لكن كيف ذلك؟! وهم افشل من يستخلص العبر والحكم من تجاربهم انهاء الوجود الفلسطيني في القدس، عاصمة فلسطين، وتهويد مقدساتها؟! فهم منذ مئة عام وأكثر لم يفلحوا – رغم استخدام اكثر الوسائل الدموية فتكا وارعابا – في تحقيق هذا الهدف، وما نراه اليوم يعني امرا واحدا أن جنونا اصاب قادة اسرائيل، وذعرا افقدهم ما كان متبقيا لهم من توازن، وأظهر حقيقة مقومات واركان دولة اسرائيل، التي قدمت نفسها للعالم كواحة للديمقراطية في المنطقة، فاذا بالعالم يكتشف انها "الدولة المزيفة" رقم واحد في العالم، فهي دولة هلامية متغيرة، لا ترتكز على مبادئ وانما على احتياجات غرائزية وردات الفعل التي ثبت لنا عبر عقود الصراع ان كل اشكال التطرف والارهاب مصدرها هذه المنظومة الحاكمة بقوة الحديد والنار والارعاب والارهاب منذ انشاء اسرائيل وحتى الآن.