دونما أي لبس
ثلاث رسائل انطوت عليها كلمة الرئيس أبو مازن التي ألقاها من على شاشة تلفزيون فلسطين الأربعاء الماضي، ثلاث رسائل انطوت عليها الكلمة بجزالة إيجازها البليغ المعني بالقول المسؤول.
الرسالة الاولى هي رسالة مقاومة بكل ما في هذه الكلمة من معنى حين استهل الرئيس كلمته بالآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون". وبالطبع هذه رسالة الشعب الفلسطيني لذاته المحمولة على العهد والوعد المقدس، اننا سنواصل شعبا وقيادة نضالنا السياسي والوطني والقانوني "ولن نبقى رهينة تفاقيات تحترمها اسرائيل" واننا لن نقبل بتغيير الوضع في المسجد الأقصى" "واننا لن نتوانى عن الدفاع عن أبناء شعبنا وحمايتهم وهذا حقنا".
وفي الرسالة هذه كلمات الوحدة والتلاحم، الضرورة اللازمة لضمان دحر مخططات الاحتلال الرامية الى اجهاض مشروعنا الوطني، وفي الرسالة هذه ايضا كلمات الثقة والايمان بحتمية النصر القادم باذن الله "ولكن اكثر الناس يعلمون" .
الرسالة الثانية هي للمجتمع الدولي، رسالة تنبيه وتحذير ان اسرائيل اليمين المتطرف وهي بتصعيدها الهجمة العدوانية "ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته، بشكل يهدد السلام والاستقرار" أمر ينذر "باشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس، ليس في المنطقة فحسب، بل وربما في العالم اجمع، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي للتدخل الايجابي الفوري قبل فوات الأوان".
والتدخل الايجابي والفوري يفرض الآن تأمين الحماية الدولية لشعبنا الأعزل في مواجهة ترسانة أسلحة القتل والبطش الاسرائيلية التي باتت منفلتة بتشريعات ارهابية وعنصرية تبيح حتى الاعدام الميداني من نقطة الصفر ...!!!
الرسالة الثالثة للمجمتع الاسرائيلي وفيها التأكيد الواضح "اننا طلاب حق وعدل وسلام، نعتدي على أحد، ولا نقبل بالعدوان على شعبنا ووطننا ومقدساتنا، ولقد قلنا للعالم أجمع من فوق منبر الأمم المتحدة اننا لن نقبل باستمرار الوضع الراهن في فلسطين المحتلة، ولن نستسلم لمنطق القوة الغاشمة وسياسات الاحتلال والعدوان التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية وقطعان مستوطنيها الذين يمارسون الارهاب ضد شعبنا ومقدساتنا".
هذا هو قرار الشعب الفلسطيني وهذا هو موقفه الراسخ، نقبل بالعدوان ولن نستسلم لمنطق القوة الغاشمة، ولأننا طلاب حق وعدل وسلام فاننا لا نعتدي على أحد، فهل ثمة من يدرك هذه الحقيقة في اسرائيل ويعترف بها حقيقة تقبل التعاطي مع أية أوهام وستظل عصية على الطمس والنفي والالغاء ليكون هناك شريك حقيقي في اسرائيل لصنع السلام العادل والممكن.
رسائل ثلاث واضحة في الكلمة الخطاب وقد تعطرت بتحيات القائد لأبناء شعبه المرابطين في القدس الأبية وفي غزة والضفة وفي الشتات، تحيات الفخر والاعتزاز بصمودهم ونضالهم الذي حقق "انتصارات وانجازات سياسية لافتة، واصبحت قضيتنا الوطنية بفضل هذا الصمود الاعجازي محط اهتمام واحترام العالم أجمع، صحيح اننا دفعنا ثمن ذلك من دماء شعبنا وجرحانا ومن دموع أمهاتنا وآلام أسرانا، لكنه ثمن الحرية التي اصبحت قاب قوسين أو ادنى".
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير