هل يشعل عفريت (داعش اليهود) برميل البارود - موفق مطر
هل غريب القول ان موجة العنف العنصري المسلح للمستوطنين وشرطة وجنود جيش دولة الاحتلال سترتد على ركائز دولة الاحتلال، وتخلخلها ان لم تسقط بعضها، وأنها لن تؤثر على صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني الشعبية السلمية ؟.
لم تفلح جرائم جيش دولة الاحتلال المبرمجة في (الكابينيت الاسرائيلي) – المجلس الوزاري المصغر - او المُكَّبَّر على حد سواء، ولا مفرخة قوانين الارهاب في الكنيست، التي تنبت أنيابا ومخالب وحشية للمستوطنين، وتدعم مستودعات جنرالات الكراهية والعنصرية في جيش اسرائيل!.
سيرى العالم ويلمس بالوقائع، انعكاس موجة العنف على كينونة هذه الدولة الواقفة بقدم على كف عفريت المستوطنين، والآخر على برميل بارود فلسطيني، يسعى (عفريت داعش اليهودي) الى اشعاله دونما حساب لتداعيات جريمة تاريخية بكل المقاييس، يرتكبها (عفريتهم) المنفلت، أو ادراك لمدى حرارة الجمر الفلسطيني الملتهب تحت رماد عملية السلام وركامها ايضا.
يدرك المستوطنون جيدا ما يفعلون، فهم يستجيبون بسرعة لتوجهات حكومتهم التي اخذت على عاتقها تنفيذ خطة التطهير العرقي والديني ايضا، وتحديدا في مدن الرموز الدينية المقدسة كالقدس والخليل، ومن هنا يمكننا فهم أسباب تركز موجة جرائم (داعش اليهود) في البلدتين القديمتين في القدس بجوار الحرم القدسي، وكذلك في البلدة القديمة في الخليل بجوار الحرم الابراهيمي.
يسعى نتنياهو لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين، بالتوازي مع اكبر موجة هجرة وتهجير قسري ايضا شهدتها دول عربية مجاورة لفلسطين تعتبر عمقاً استراتيجيا لفلسطين المحتلة من ناحية المشرق العربي، يسعى لاستكمال هذا الهدف مستعينا بكل ما عنده من قدرات المستوطنين البشرية، المحقونة حتى النخاع بعنصرية فتاكة، ولاتمام السيطرة على القدس كاملة، مستبقا بذلك احتمال تدخل دولي فاعل، لحل مشاكل المنطقة، فيعطل نهائيا فرص حل الدولتين، أو اشعال شرارة حرب دينية في المنطقة، خاصة ان القوات الأجنبية المتقاتلة على ارض سوريا التي اصبحت ميدانا لصراع اقليمي ودولي، تحمل رائحة (الحرب الدينية) هذا اذا تغاضينا عن دخان هذه الحرب، ذات الأبعاد المذهبية والطائفية والعرقية أيضا المنبعث، من ميدانها الممتد من العراق حتى حدود سوريا ولبنان مع فلسطين.
يراهن رئيس حكومة المستوطنين في دولة الاحتلال على انفجار بارود الفلسطينيين، كمبرر لاحراق ما تبقى من آمال عندهم بالسلام، فيندفعون نحو عنف مواز، ستكون نتيجته حتما لصالح اقوى جيش في المنطقة، حتى ان اجابته حول موضوع الافراط باستعمال القوة جاهزة يمكنه رميها في وجه اي دولة كبرى قد تقف ضد سياسته المدمرة، حيث سيقول لهؤلاء: دول العالم الكبرى دفعت باحدث ما في ترسانتها العسكرية الى المنطقة لمحاربة جماعات ارهابية، ومن حقي استخدام كل قدراتي للدفاع عن النفس ضد (الارهاب الفلسطيني)!" مستندا بذلك الى داء الـ (عور) الذي اصاب الكبار المؤثرين في المجتمع الدولي، "فيلطخهم" بأرشيف مكدس من تصريحات وبيانات ومواقف اوروبية واميركية، مازالت حتى الآن ترى الجلاد والضحية بمنظور ومعيار واحد!!..لكن.
هل ستنجو دولة الاحتلال اسرائيل، وتبقى كما يعرفها العالم الآن، بعد تحولها الى مجرد ثكنة عسكرية، بكل ما فيها من صراعات اجتماعية وثقافية؟!
هل يضمن نتنياهو ورؤساء حكومات اسرائيل المقبلين ألا تتحول دولتهم الى دويلات مليشيات يهودية متنازعة بالعنف والسلاح.. بالتأكيد لا يستطيع، لأن من يزرع الكراهية والعنصرية في نفوس افراد الدولة، سيحصد حنظلا مرا متفجرا، يشظي المجتمع، ويدفعه نحو الهاوية، فدول الأمم والشعوب في زماننا لا تحمى بالسلاح، وانما بالقيم، التي تفتقدها دولة الاحتلال والاستيطان (اسرائيل).
سيكسب الفلسطينييون في نهاية الصراع، لأنهم يكرسون مبدأ الصراع على أساس وطني وليس حقد او كراهية او عنصرية دينية، وسيخسر ورثة المشروع الصهيوني حتما لأن "دود الخل منه وفية "وطابخ السم ذائقه" و"زارع الشر يحصده" كما يقولون في الحكمة والأمثال العربية.