مؤيد شتيوي ... حامل الراية في كفر قدوم
شادي جرارعة
مع صبيحة كل يوم جمعة يبدأ الستيني مؤيد شتيوي بتحضير نفسه للخروج إلى المسيرة الاسبوعية في كفر قدوم بقلقيلة.
يعمل على تجهيز رايته، يهتم بنظافتها ويرتبها، ويحمل قناع الغاز الخاص به ويتوجه إلى ساحة البلدة حيث يتجمع الشبان للخروج بالمسيرة الشعبية التي تنطلق كل يوم جمعة للاحتجاج على إغلاق سلطات الاحتلال الطرق والاستيلاء على أراضي القرية لإقامة جدار الفصل العنصري.
وعندما يحتشد أهل القرية بالساحة، شبان وأطفال، يقودهم أبو ايهاب حاملا علم فلسطين في يده، ويبدأون بالمسير باتجاه الطريق المغلقة منذ عام 2003. وهناك يواجهون جنود الاحتلال ومن خلفهم جرافة تعيث بالطريق الخراب، وما بين الجنود والشبان يقف ابو ايهاب.
يظهر عادة شتيوي في الصور رافعاً ذراعيه لأعلى، يواجه الجنود، ينادي بأعلى صوته بسلمية المسيرة.
يقول منسق المقاومة الشعبية في القرية مراد شتيوي 'نعتبر أبو ايهاب هو الاب الروحي لمسيرتنا، فهو أكبرنا سنا حيث يبلغ من العمر (62 عاما), ودائما ما يكون في مقدمتنا... أبو ايهاب يقود مسيرتنا, نردد الهتافات التي يكتبها، لم يغب نهائيا عن المسيرة الا في فترة شهر رمضان الماضي عندما انتقل للرباط في المسجد الاقصى وكانت رايته حاضرة أيضا هنا'.
يضيف شتيوي 'يقدم لنا ابو ايهاب الدعم النفسي والمعنوي، ويعطي الشباب دافعا قويا للاستمرار في المسيرة حتى فتح الطريق'.
رفيق دربه في المسيرة عاكف نجم يقول 'خرجنا معاً منذ اليوم الاول، كان يحمل معه علم فلسطين وقاد المسيرة، لم ار اي خوف في عينيه... يتم قمعنا بشكل وحشي، نتعرض لكثير من الاحداث، لكن هذا لم يجعلنا نفكر للحظة بالعودة الى الخلف وترك ارضنا تذهب للمستوطنين'.
ويقول مصورون صحافيون إن أبو إيهاب دائما يكون في مقدمة المسيرة, ودائما يحمل في يده علم فلسطين.
'تعرض للعديد من الاصابات بقنابل الغاز التي كانت تمزق رايته التي كان يحملها, وكان يعمل على اسعاف المصابين في المسيرة كونه ممرضا'. تقول أبنته رايه شتيوي التي تعمل مراسلة لتلفزيون فلسطين.
تضيف راية 'لوالدي حضور مميز في مسيرة بلدي الاسبوعية، وهو مستعد دائما للخروج بالمسيرة، كما يبتكر والدي أفكارا جديدة لتفعيل المسيرة، كالشعارات التي تبث بالشبان الروح المعنوية العالية، وفكرة المرايا التي استخدمها الشبان لتشتيت جنود الاحتلال والقناصة'.
تبدي الأبنة قلقها على والدها، 'عندما اشاهد والدي في صباح كل يوم جمعة وهو يعمل على ترتيب اغراضه التي يحملها معه إلى المسيرة يكون لدي شعور مختلط بين الخوف عليه والسعادة عندما أرى رجلا بلغ الستين يخرج إلى مسيرة تقارع الاحتلال'.
أصيب شتيوي خلال احداث الهبة الحالية وهو يشارك بالمسيرة الاسبوعية بثلاث رصاصات، وشوهد وهو يُحمل من قبل الشبان الذين اعتادوا على يده المسعفة لهم، يصرخون لأصابته'.
يعتبر شتيوي مسيرة كفر قدوم 'هي فلسطين كاملة وليست مسيرة خرجت لتطالب بحق قرية فقط بفتح طريقها، بل هي مقاومة للاحتلال'.
يقول شتيوي 'أعادني الله من الموت من أصابتي الأخيرة لكي أعود لمقاومة الاحتلال والاستمرار بالخروج مع الشبان في المسيرة التي أشارك فيها منذ اليوم الأول لها، باستثناء أيام شهر رمضان حيث تواجدت في المسجد الأقصى'.