نتنياهو.. مفجر الصراع اليهودي- اليهودي - موفق مطر
يمكننا وبجدارة مساعدة محبي السلام والعاملين عليه في المجتمع الاسرائيلي من كشف خداع وكذب رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، واقناع المتشككين من نوايانا الحقيقية نحو سلام، يضع حدا للصراع، ليعيش اطفالنا جميعا دون رعب وخوف من عنف يستخدمه المتطرفون والمستطنون اليهود لضمان هيمنتهم وامتيازاتهم التي يحصلون عليها من دولتهم، على حسابهم وحساب السلام معنا نحن الفلسطينيين، فهؤلاء المولودون من رحم العنف العنصري، لا يعنيهم استقرار وسلام، وانما الانتفاخ بسلوك وعقلية التفوق ومفاهيم شعب الله المختار المحشوة في ادمغتهم بألسنة الحاخامات، الذين ينتشون ويتلذذون برؤية الدماء الانسانية المسفوكة، مادامت تحقق نبوءاتهم المصطنعة والمزيفة، وتمكنهم من ممارسة سلطتهم الحاخاماتية – ليس الدينية -، سلطة لا يحظى بها اي رجل دين في اي دولة من دول العالم وتحديدا الديمقراطية.
محاولة نتنياهو اصطناع صفحة ودسها في كتاب التاريخ، المعلوم والمعروف والمقروء جيدا بكل ألسنة وعقول العالم،من خلال اتهام زعيم الفلسطينيين في نهاية الثلاثينيات الحاج امين الحسيني بالمسؤولية عن المحرقة ( الهولوكوست ) ومحاولة تبرئة هتلر، اثبات لكل ذي لب ان هذا الرجل، رئيس حكومة اسرائيل، يوازي خطره على اليهود في اسرائيل والعالم، خطر امير مايسمى الدولة الاسلامية (البغدادي ) على المسلمين، فالاثنان يستخدمان الدين، لتبرير همجتيهما على كل من يخالفهما، حتى لو كان من ذات الملة والعقيدة، وما اشهار المستوطن المقنع سكينا لطعن الحاخام اريك اشرمان عند قرية عورتا جنوب شرق نابلس الا احدى الاشارات الأولية على مدى نفوذ مفاهيم وتعبئة وتوجهات رئيس حكومة المستوطنين نتنياهو الذي دفع حملته الانتخابية الآخيرة على عجلة ( قتل العرب )، وقد يكون القادم افظع على المجتمع الاسرائيلي، غدا عندما تقوي شوكة المستوطنين اكثر فأكثر، ويتمكنون من التلال ورؤوس الجبال الفلسطينية المحتلة، وعندما يبيحون استخدام العنف مع كل من يعارضهم حتى لو كان يهوديا، وعندما يصبحون لغما معقدا، مرتبط صاعقه المتفجر بمفاصل الدولة، واهمها رأسا الجيش والحكومة، وليس بعيدا اليوم الذي سيرى فيه الاسرائيلييون يهودا سفكت دماؤهم بايدي هؤلاء لمجرد المخالفة في الرأي، فالاسرائيلي الذي يبرر جرائم جيش الاحتلال، وجرائم المستوطنين الهمجية، عليه توقع الأسوأ، ليس من ( داعش المزيفة ) التي ظهرت في شريط الفيديو المفبرك باللغة العبرية، وانما من ( داعش المستوطنين )، فالاسرائيلي الذي لايقف مع الحق، ولايريد ان يرى ويلمس عقلانية وواقعية الفلسطينيين في الصراع، وحقوقهم الوطنية المشروعة التي اقرت بها مؤسسات الشرعية الدولية، ويحاول تقزيم او احتقار حرصهم على مقاومة شعبية سلمية، ولا يقف موقفا ايجابيا مع مبدأ حل الدولتين، وانهاء احتلال جيش ومستوطني دولته، لأراض دولة فلسطين، سيدرك عاجلا أم آجلا أن اتخذ الموقف الخاطئ والمعاكس لحركة التاريخ، وسيرى بام عينه ان ارهاب الاحتلال والاستيطان وظلمهما، وعدوان دولتهم العنصري وارهابها المنظم على الشعب الفلسطيني، سيرتد مع قادم الأيام الى قلب مجتمعه، قد لاينفع الندم عندما تبدأ موجات هجرة اليهود المعاكسة، بسبب الصراع اليهودي – اليهودي، مع الاشارة ان معظم اليهود في اسرائيل بامكانهم العودة الى مواطنهم الأصلية، اما نحن فلن نهاجر الا الى قلب ارضنا ان كتب لأحدنا الموت، فنحن هنا منذ فجر التاريخ، وسنبقى، وليس لنا مكان في العالم الا فلسطين، هنا بدأت حياتنا ومنها سنبعث.