إرهاب بين الحقول
- الحارث الحصني
كان توفيق عمر (75 عاما) في طريقه إلى حقل الزيتون برفقة عائلته، عندما وقع في أيدي مستوطنين إرهابيين انقضوا عليه بالقرب من قرية دير الحطب شرق نابلس.
يقول عمر، 'توجهت مع عائلتي في حدود الساعة التاسعة صباحا لقطف الزيتون في منطقة تبعد عن القرية أكثر من خمسة كيلومترات، وكان في المنطقة مستوطنون برفقة قوات الاحتلال'.
ويضيف أنه طلب من عائلته الابتعاد عن المنطقة، وبعدها بقليل جاء إليه أربعة مستوطنين، اثنان منهم على الخيول وطلبوا منه مغادرة المكان، فاستجاب لهم، وخلال مغادرته ضربه أحدهم بعصا على رقبته من الخلف أدى إلى سقوطه أرضا.
ويكمل عمر 'بعد أن نهضت باغتني مستوطن آخر بضربة على رأسي، بعدها قاموا بملاحقة أفراد عائلتي'.
وهذه ليست أول مرة يتعرض لها الفلاحون في المنطقة لهجمات المستوطنين، لكنها أحدث هجوم في المنطقة. وسبق أن هاجم المستوطنون خلال الأيام القليلة الماضية عدة عائلات تعمل في الموسم واعتدوا عليها.
وبالرغم من تواجد قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، لكنها لم تتدخل مطلقا في صد اعتداءات المستوطنين عليه بالرغم من إبلاغهم بما يحدث، يقول عمر، ويؤكد فلاحون أن جنود الاحتلال لم يمنعوا هجمات المستوطنين ضدهم.
محمد ابن توفيق عمر يقول إنه عاد اليوم برفقة عائلته إلى حقل الزيتون ليكمل القطف، وتشهد هذه الايام ذروة العمل في الموسم الذي تنخرط فيها ارياف الضفة الغربية.
ويرى توفيق أن الذهاب إلى الزيتون في ظل هذه الهجمة الإرهابية هي دفاع عن الأرض ورسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني يبقى صامدا في أرضه رغم العوائق.
وغالبا ما يتحدى الفلاحون اجراءات عسكرية اسرائيلية للوصول الى حقولهم.
وتأتي اعتداءات المستوطنين الإرهابية بحق قاطفي الزيتون في دير الحطب بالرغم من وجود تنسيق لمدة يومين بحسب ما يقول رئيس مجلس قروي دير الحطب عبد الكريم حسين.
ويضيف أن التنسيق يبدأ من الساعة الثامنة صباحا، لكن يوم أمس تفاجأ المزارعون الفلسطينيون بوجود حوالي أربعين مستوطنا، منهم على خيول، وبعضهم الآخر في أيديهم سكاكين وعصي، إضافة إلى أن بعضهم يحمل آلات حادة.
ويقول حسين إن اعتداء المستوطنين يوم أمس تركز جليا على كبار السن بعد انسحاب الشباب، الأمر الذي أدى إلى إصابة توفيق عمر، وأن المستوطنين لم يكتفوا بضرب عمر بالعصي، بل داسوا عليه بأقدام الخيول وهو ملقى على الأرض.
ويقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، 'المستوطنون لا يفرقون بين كبير وصغير في العمر لهذا اعتدوا على رجل مسن في السبعين من عمره'، وهم يريدون من هذه الاعتداءات ترهيب الناس وتخويفهم باستخدام السكاكين والعصي والخيول.
ويتابع دغلس أن استخدام المستوطنين للخيول يأتي بهدف مطاردة المواطنين والإمساك بهم وقتلهم.
لم تتوقف اعتداءات المستوطنين على المواطن الفلسطيني عند حد معين، فلا يكاد يخلو يوم من أخبار تتحدث عن هذه الاعتداءات، فقبل أيام نشر فيديو على نطاق واسع أظهر أحد المستوطنين وهو يحاول طعن الحاخام ايرك اشيرمان الذي يترأس جمعية حاخامين لحقوق الانسان التي تساعد الفلاحين الفلسطينيين في حقول الزيتون.