سيف الغطرسة
والآن وقد اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو انه لن "يغمد السيف" قبل ان يتبدد امل الفلسطينيين في هزيمة الاحتلال ..!! ولأن امل الفلسطينيين غير قابل للتبدد، يعلن نتنياهو انه سيعيش مع جماعته على حد السيف الى الابد ..!!
هل ثمة خطاب آخر للغطرسة والتحريض على العنف والقتل، غير هذا الخطاب..؟؟ هل ثمة وضوح (لعقل) اليمين الاسرائيلي المتطرف، الباطن والظاهر معا, اكثر من هذا الوضوح، عقل العنصرية البغيض، عديم المنطق والتفهم والانسانية، العقل الذي لا يعرف حلولا في الحياة ولا دروبا فيها، سوى البطش والتسلط والعدوان، والذي لا يريد ان "يغمد سيفه" قبل ان يبدد الضحية لا أملها فحسب ..!!
ولهذا السبب، وبفعل هذا الخطاب الفضيحة، والذي برأ قبل ايام النازية من جريرتها الكبرى في المحرقة، فان ما يجري في بلادنا المحتلة، ليس عنفا يتصاعد بين طرفين يتساويان في مقومات القوة وعناصرها، وانما هو عدوان صارخ يواصله الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنوه ضد شعبنا ومقدساتنا، ضد وجودنا وحياتنا بكل تفاصيلها اليومية، وبشراهة التطرف والعنصرية التي تبطش اليوم، بكل المعايير الاخلاقية والانسانية.
ليس عنفا لتسويته بترتيبات واجراءات مؤقتة، لا ترى المعضلة الاساسية ولا تسعى لحلها، والمعضلة بلا اي جهد في الرؤية والتحليل، هي الاحتلال ومستوطناته ومستوطنوه بسياسته العنصرية تماما، والعدوانية برصاصه الذي بات يعدم فيه اطفالنا وشبابنا وفتياتنا من نقطة الصفر، بذريعة سكين قالت تسجيلات مرئية عديدة (فيديوهات) ان كثيرها كان يلقى من قبل جنود الاحتلال قرب جثمان الضحية الشهيد.
ليس عنفا، وخطاب نتنياهو امام لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، هو خطاب السيف الذي يريد ان يظل عاملا في رقاب شعبنا تحت ذريعة الامن ومحاربة الارهاب. ما من عنف ولا توتر في هذه البلاد سوى عنف وتوتر الاحتلال والاستيطان والمستوطنين.
بالطبع لن يرهبنا سيف نتنياهو، ورقاب الامال الفلسطينية العظيمة ستظل عصية على الذبح طالما فينا نفس فلسطين وروحها، وليعش اليمين الاسرائيلي المتطرف على حد السيف كما يشاء، لكنا لن نعيش معه على حد هذا السيف الذي ستكسره ارادة شعبنا التي تسعى للعيش على بساط الحرية والاستقلال.
يبقى ان نقول على العالم اجمع ان يقرأ ولو لمرة واحدة هذا الخطاب العنيف ، بروح وعين المسؤولية الاخلاقية والانسانية، لعلنا نتأمل موقفا يغمد سيف اليمين الاسرائيلي المتطرف مرة والى الابد امتثالا لقيم الحق والعدل والسلام والاستقرار.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير