قرى جنوب نابلس تتحصن ضد الإرهاب
الحارث الحصني
بعد الاعتداءات الأخيرة المتكررة للمستوطنين على بيوت المواطنين في قرى بورين ومادما، أطلقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان حملة لحماية البيوت المستهدفة، وكان الحصن الأخير ضد هجمات المستوطنين الأسيجة الحديدية.
وغالبا ما يقوم المستوطنون برمي الحجارة والزجاجات الحارقة على البيوت، علاوة على مطاردة الأهالي بالسكاكين والعصي.
حسب ما يقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف إن الحملة 'درع واقٍ لحماية البيوت والأسر التي تكون عرضة لاعتداءات إرهابية يقوم بها المستوطنون'.
وأضاف عساف أن الهيئة قامت بزيارة المنطقة والاطلاع على وضع البيوت، ومن ثم شرعت في حمايتها عبر وضع أسيجة في محيطها.
وبين أن هذه الحملة شملت تركيب أسيجة وحراسات من الحديد لشبابيك خمسة بيوت من قريتي بورين ومادما بالقرب من نابلس مبنية في المناطق المنعزلة والبعيدة عن التجمعات السكانية لتوفير الحماية لها، من ضمنها بيت والد الطفلة الأسيرة إستبرق نور من قرية مادما، وبيت المواطنة أم أيمن صوفان من بورين.
وسبق وتعرضت هذه المنازل لاعتداءات إرهابية متكررة من قبل المستوطنين في الأسابيع القليلة الماضية بشكل متكرر.
ومنزل أم أيمن صوفان واحد من المنازل التي تعرضت كثيرا لهجمات المستوطنين، تقول المرأة إن بيتها يتعرض بشكل شبه يومي لاعتداءات إرهابية يقوم بها المستوطنون خصوصا منذ تزايد وتيرة الأوضاع في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بداية الشهر الجاري.
وقالت صوفان إن الحملة التي أطلقتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أصلحت سقف بيتها المتآكل بفعل الحجارة التي يرميها المستوطنون عليه بشكل متكرر، بالإضافة لبناء الطوب عليه .
ويعتبر منزل المواطن أحمد نور والد الطفلة الأسيرة إستبرق التي اعتقلتها قوات الاحتلال في الحادي والعشرين من الشهر الحالي، واحدا من البيوت التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين الإرهابية.
يقول نور إنه تم تركيب سياج خارجي يلف المنزل من الجهات الأربع ليمنع اقتراب المستوطنين إليه، إضافة لتركيب شبابيك حراسة مصنوعة من الحديد، وثمانية كشافات على المنزل.
ويضيف، 'منذ اعتقال ابنتي إستبرق واعتداءات المستوطنين يوميا على البيت، يهددوننا بحرقه وقتلي أنا وعائلتي'.
ويتابع 'إن هذه الاعتداءات الوحشية تهدف لترحيلنا من بيوتنا، لكننا باقون في أرضنا دون خوف منهم '.
يذكر أن الطفلة إستبرق ما زالت معتقلة في سجون الاحتلال منذ 21 من الشهر الحالي بعد إصابتها في يدها، وقد تم تمديد اعتقالها.
ومنذ إحراق المستوطنين لعائلة دوابشة في قرية دوما قبل أشهر، شكلت لجان حماية شعبية في عدة قرى في نابلس لصد هجمات المستوطنين، وأيضا خلال الشهور الفائتة شكلت لجان أخرى في عدة قرى.
وبحسب ما يقول نمر عودة عضو مجلس قروي قصره إن هذه اللجان تكون تطوعية من سكان القرى، تساعد بعضها بعضا إن لزم الأمر .
وتعتبر لجان الحماية بمثابة الإنذار المبكر، يقوم به الشبان لحماية أمن الناس وممتلكاتهم من اعتداءات المستوطنين، فعند ملاحظة أي تحرك للمستوطنين يتم التواصل مع المجالس القروية والمناداة عبر المآذن في المساجد للتنبيه.