مساطر الطلاب الخشبية تهدد أمن الاحتلال
ديالا جويحان- لم يكن يعلم الطفل محمد زغل (14 عاماً) من سكان حي رأس العامود في القدس المحتلة أن مسطرته الخشبية المكسورة تشكل خطراً على أمن الاحتلال ومستوطنيه. ففي صباح يوم الثلاثاء اعتقل جنود الاحتلال المنتشرون في أحياء وشوارع القدس الطفل محمد بعد تفتيش حقيبته المدرسية، التي وجدوا فيها مسطرة خشبية مكسورة، زاعمين أنه ينوي القيام بعملية طعن، واليوم مددت سلطات الاحتلال اعتقاله حتى يوم الخميس ووجهت له تهمة التخطيط للقيام بعملية طعن كون المسطرة المكسورة حادة الشكل. تقول أم أحمد الزغل، أحد أقرباء محمد لـ "الحياة الجديدة" : إن "محمد اعتقل وهو في طريقه إلى مدرسة شذى الورد في بلدة بيت حنينا، والتي لم يمض سوى يومين على دوامه فيها، حيث كان يتلقى تعليمه في مدرسة الأيتام الكائنة داخل البلدة القديمة، والتي انتقل منها بفعل الإغلاقات والحواجز وللاطمئنان أكثر على حياته خاصة بعد سلسلة الإعدامات التي نفذها جنود الاحتلال بحق الطلبة المقدسيين". وتوضح أن الفتى مثل أمام محكمة صلح الاحتلال التي وجهت له تهمة حمل قطعة خشبية حادة لنية الطعن، حيث أكد الفتى أمام القاضي أنها مسطرة خشبية خفيفة ويستخدمها لأنه طالب مدرسة. وتشير أم أحمد إلى أن الجلسة أُجلت حتى يوم غدٍ الخميس لأنه لم يتم إحضار المسطرة إلى المحكمة، حيث طلب المحامي محمد محمود تأجيلها من أجل إحضارها في الجلسة القادمة للنظر في قضيته. وتؤكد أن سلطات الاحتلال تلاحق أطفال المدارس وتعتقلهم بحجج واهية، ولنشر الذعر والخوف في صفوف الاطفال متسائلة بالقول: "هل اصبحت الادوات المدرسية تشكل خطرا على حياة جنود الاحتلال؟!". وتبين الزغل أن والد محمد معتقل لدى سلطات الاحتلال ولم تصدر حكماً بحقه بذريعة نقله عمالاً من الضفة إلى القدس المحتلة، كما أن والدته من حملة الهوية "الخضراء" وحتى اللحظة يمنع الاحتلال تجديد تصريح إقامتها، ما حرمها من الوقوف إلى جانب طفلها المعتقل. يشار إلى أن هذه ليست الحادثة الاولى من نوعها، حيث مددت شرطة الاحتلال اعتقال الطفل محمد ادريس (12 عاماً) من حي الثوري صباح اليوم بعد العثور على مسطرة "حديد" في حقيبته المدرسية.