المستوطنون.. إرهاب بالصوت والصورة
- الحارث الحصني
أظهر آخر فيديو نشره الناشط الحقوقي زكريا السدة، قيام مستوطن بمحاولة طعن حاخام يهودي قرب مدينة نابلس.
خلال ساعات انتشر المقطع في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، وأصبح جزءا من أرشيف كبير يجري ضخه الآن في تلك المواقع.
وأتاحت الكاميرات التي يحملها الناشطون الحقوقيون الفرصة الواسعة لرصد وتوثيق اعتداءات المستوطنين. وإضافة إلى ما يقوم العاملون في الصحافة الكلاسيكية ببثه مباشرة عبر وسائل الإعلام التي يعملون بها، إلا انه لا يمكن تجاهل تلك العدسات الفردية التي يحملها شبان يلاحقون المستوطنين في مناطق محتلمة لتعرض هجمات.
وتعمل منظمة 'حاخاميم لحقوق الإنسان' على توثيق اعتداءات المستوطنين الوحشية ضد الفلسطينيين، مثل اعتدائهم على أشخاص أو على ممتلكات زراعية و غيرها.
وبحسب ما يقول السدة وهو مدير العمليات الميدانية في المنظمة 'فإن المستوطنين عند اعتدائهم لا يفرقون بين فلسطيني وأجنبي'.
واضاف أن الاعتداء الأخير على مدير منظمة 'حاخامين لحقوق الإنسان'، الحاخام 'إيريك اشيرمان' يدل على أن جرائم المستوطنين تشمل كل من يقف في جانب القضية الفلسطينية ويساندها حتى لو كان يهوديا.
ولاقى فيديو محاولة احد المستوطنين قتل الحاخام 'إيريك' في عورتا قبل فترة، والذي تم تصويره بالكاميرا عن بعد '500' متر، رواجا واسعا في وسائل الإعلام المحلية والإسرائيلية.
ويشير السدة إلى أن تصوير الاعتداءات منذ بداية الشهر المنصرم يكون شبه يومي في محيط مدينة نابلس ومناطق رام الله، ويقول: إن الفيديوهات تضم اعتداءات على المواطنين وسرقة معداتهم الزراعية إضافة لاعتداءات لفظية كان آخرها يوم أمس لمستوطن يتباهى بالاعتداء على الفلسطينيين ويتفاخر بالاعتداء على الحاخام إيريك.
ويضيف 'يعتبر فيديو الاعتداء على إيريك أكثر الفيديوهات تأثيرا على المستوى المحلي والعالمي'، وتستخدم بعض المواد المصورة لرفع شكاوى ضد المستوطنين المعتدين في المحاكم الإسرائيلية.
بالنسبة للسدة فان تأثير مقاطع الفيديو التي تنتشر كلمح البصر واضح في الولايات المتحدة الأميركية في نقل صورة صادقة عن الوضع في الضفة الغربية. ويعتبر أن فيديو إغلاق طريق حوارة- جيت في وجه المواطن الفلسطيني تحت حجة حمايته من اعتداءات المستوطنين دليلا على التمييز العنصري عند قوت الاحتلال، ويرى أنه يجب على قوات الاحتلال حماية الفلسطيني من خلال منع المعتدي وليس الحد من حركة المواطن الفلسطيني.
مثل هذه الفيديوهات المصورة تأخذ صدى كبيرا وتلقي بظلالها في الشارع الإسرائيلي ويتم تداولها واستخدامها لنقل الصورة الحقيقية على حد قوله.
يقول زكريا: إن تصوير اعتداءات المستوطنين الإرهابية تجعله محط تهديد مستمر من قبل المستوطنين من خلال تلقيه اتصالات تهديد بالاعتداء عليه وحرقه وقتله، إضافة لمنعه من الخروج من قريته.
وشدد على أن الحصول على مادة مصورة للاعتداءات الإجرامية ضد الفلسطينيين قادرة على خلق أرشيف واسع لها، وبعد الحصول عليها تقوم المنظمات المعنية مثل منظمة حاخاميم بتسويقه للإعلام الإسرائيلي والإعلام الدولي من خلال نشره على مواقعها.
اعتداءات المستوطنين متنوعة وكثيرة، منها ما يصل لقتل الفلسطيني كما حدث مع عائلة دوابشة في دوما قبل أشهر قليلة، ومنها اعتداءات على مواطنين بالضرب وإلقاء الحجارة على بيوتهم وترويعهم، ومصادرة معداتهم الزراعية، وغير ذلك من الممارسات الارهابية.