16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني    متحدثون: قرار وقف وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة في فلسطين ضروري ويأتي في الاتجاه الصحيح    الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع    60 عاما على انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"    الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة  

إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة

الآن

شارع الشهداء.. حكاية 21 عاماً من الإغلاق

"داوود" و"شيكاغو" يزاحمان شارع الشهداء في الخليل 
 رزان شوامرة - لم يحظ شارع بعدد تسميات كما حظي به شارع الشهداء في الخليل المؤدي الى الحرم الابراهيمي؛ النبي داوود يسميه المستوطنون؛ وشارع شيكاغو يدعوه جنود الاحتلال، العبور إليه معقد والاجراءات خانقة، في ممر صغير تتحرك خطوتين صغيرتين في كل مرة لتتجاوز المسار المحدد عند الدخول، شارع طويل أسقف منازله توحي لبلدة قديمة قدم التاريخ نفسه؛ ولتسمع وقع نعال جنود الاحتلال مرارًا وتكرارًا اثناء ذهابهم وإيابهم عبر طول الشارع.

وبطول يصل إلى نحو 1300 متر، يمتد الشارع وسط الأسواق، والمتاجر الكبرى، وسوق الخضار المركزي "الحسبة"، ومحطة الباصات المركزية، والمقبرة الإسلامية، والمساجد التاريخية العريقة، من منطقة باب الزاوية، وحتى سوق القفاصين، ومنطقة السهلة.

يعد شارع الشهداء المغلق في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 قلب مدينة الخليل، وهو الرابط الوحيد بين أجزاء المدينة الشمالية والجنوبية، وينعكس إغلاقه على تعقيدات كبيرة يعانيها السّكان القاطنون في جهتي المدينة.

حاجز باب الزاوية على مدخل شارع الشهداء
أقيم على مدخله حاجز سمي باب الزاوية منع اي شخص من عبوره، ما عدا ساكنيه وحتى هم يعانون الامرين من اجل العودة الى بيوتهم او الخروج الى أعمالهم صباحًا ومساء.

جميلة حسن شلالدة تبلغ من العمر واحدًا وخمسين عامًا، قضت منها خمسة وعشرين في هذا الشارع بوجود عائلتين من المستوطنين واكثر من ثمانية وثمانين بيتا لأسر فلسطينية، لتجد نفسها الآن تصارع من أجل البقاء في شارع يحكمه المستوطنون كأغلبية.

"تراشق مستمر للحجارة وضرب للساكنين وعنف لفظي واهانات، بعض من ابسط ما يتعرض له الفلسطينيون بشكل يومي كجزء من معاناتهم لتمسكهم في بيوتهم"، هكذا بدأت جميلة قصتها التي تسردها على مسامعي.

"وضعت امام خيار صعب وتحد كبير، إما أن أترك بيتي او أرحل مع زوجي الذي احرقت مخيطته وهي مصدر رزقنا وبعد ان تركت الكلاب لتنهش قدميه، فوجد أنه لا بد من الرحيل فرفضت ان ابرح مكاني وتمسكت ببيتي وهنا اطلق علي لقب مطلقة ما زلت احمله حتى الآن" تقول جميلة؛ ثم تبتسم لردة فعلي وتسهب بكبرياء: "ما تستغربي! شو بدو يعمل يعني غير انو يطلقني؟"، صبي وبنتان تحت سقف بيتها هذا ما تبقى لجميلة.

وتكمل قصتها: "حصلت احدى المستوطنات على منحة مالية بعد ادعائها أن الفلسطينيين اعتدوا بالضرب على ابنائها رغم انها هي من ضربتهم، لتصرف المنحة على بناء إسكان كبير لأكثر من 40 عائلة مستوطنين اطلقت عليه مسمى بيت الهدايا "دبويا".

وتضيف: "حصنت منزلي من كل جانب وناحية بالأسيجة الحديدية وألواح الزينكو حتى اصبح كسجن، ورغم ذلك لم تخف متاعبي ولم اسلم من الاعتقال"، واسترسلت في ضحكة امتزج فيها فخر لم تستطع اخفاءه.

تسرد جميلة تفاصيل اعتقالها الاول وتعلو وجهها ابتسامة رضى وانجاز: "احدى اكثر المرات التي لم اتوقع من نفسي ما فعلت؛ وبرغم محاولاتي الكبيرة لتجنب المستوطنين وعدم التعامل معهم إلا أنهم اصروا على استفزازي ومناداتي بالغولة والهمجية والالفاظ البذيئة المتكررة وصراخهم المستمر في وجهي بان منزلي وبيتي هو لهم ولاجدادهم وتعرضهم للفتيات والتفتيش المستمر؛ لم يجعل الامر سهلا ودفعني لضرب احدهم، وهكذا اعتقلت للمرة الاولى والثانية والثالثة وتوالت الاعتقالات حتى الاعتقال الخامس والعشرين، ولم ازل اضربهم وسأبقى اضربهم حتى يتوقفوا عن مناداتي بالنازية الالمانية، برغم توقيعي على تعهد بعدم التعرض بالضرب للمستوطنين والجنود مقابل عدم عرضي للمحاكمة، لم يتحدث احد عن الاهانات والذل والتفتيش والتهكم والسخرية " لليش اسكت سؤال، وين حقوقي كإنسانة وين كرامتي" تتساءل جميلة باستهجان واضح اعتراها.

ولا يحتض شارع الشهداء في الخليل قصص الاحياء فقط، فهناك عشرات الشهداء الذين امتزجت دماؤهم بثراه.. وبقي على مدار التاريخ مسرحاً للمواجهات، وعلى أعتابه وبين جوانبه ارتقى عشرات الشهداء برصاص الاحتلال ومستوطنيه، وما زال الشارع يذكر شهداءه: عباس العويوي، جميل النتشة، إسماعيل أبو ريان، إمام محمد رشاد الشريف، حمزة القواسمي، حميدان أبو ارميلة، خليل أبو اشخيدم، رفعت الجعبة، رفيق اقنيبي، عبد الغني مجاهد، كامل الوريدات، نضال الفاخوري، وليد الجعافرة، يعقوب الجولاني، الشهيد يوسف الجعبري، ربحي البايض، رائد و هديل الهشلمون وفضل القواسمي وطارق النتشة. ليبقى نابضًا بالتضحيات متحدياً سياسة الإغلاق والقيود الاحتلالية.

 http://www.alhaya.ps/ar_page.php?id=96c8f1y9881841Y96c8f1#sthash.Rvl3Nub8.dpuf

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025