الطريق إلى الخليل.. كمن يجتاز حدودا دولية
دعاء زاهدة
'كل الدروب أمامنا مسدودة' هكذا يخيل إلى من ينوي مغادرة الخليل، فساعات طويلة ودقائق ثقيلة على النفس يقضيها المواطنون صباحا ومساء، متنقلين مسافات قصيرة بين حواجز عسكرية إسرائيلية نصبت بشكل مفاجئ، لتخنق الخليل وسكانها منغصة عليهم سبل العيش.
بعد نداء الله أكبر فجرا، وعند ظهور الخيط الأول من نور الشمس يبدأ المواطنون في التحضير لمغامرة غير محسومة النتائج، محاولات تتكلل بالنجاح والوصول إلى مراكز الأعمال والجامعات في الوقت المناسب، وفي أحيان أخرى يتفاجأ السكان بإغلاق يعجز أعتى سائقي السيارات العمومية من الالتفاف عليه.
سماح مناصرة تقطن في بلدة بني نعيم إلى الشرق من الخليل وتبعد عنها ما يقارب 7 كيلومتر، تعمل في 'إذاعة علم ' التابعة لجامعة الخليل، تبدأ مشوارها الصباحي للخليل السابعة صباحا.
وتقول مناصرة: 'نظرا للظروف الحالية وأهمية المتابعة الإعلامية لكل ما يجري في فلسطين وبحكم عملي في مجال الإعلام يتوجب علينا الالتزام اتجاه التغطية الصحفية حتى في ظل كل ما يجري، لهذا كل يوم أحاول الوصول إلى عملي في ساعة مبكرة'، مبينة أنه في الوضع الطبيعي تأخذ الطريق من بني نعيم إلى الخليل 20 دقيقة، هذه الأيام لا نستطيع التنبؤ بالساعات التي سنقضيها لقطع الطرق أو من أي الطرق سنسلك دخولا أو خروجا.
وتضيف: 'لا تمضي دقيقة في طريق العودة إلا ويرن فيها أحد الهواتف لشخص في سيارة الأجرة ليطمئن على ابنه أو شقيقه أو زوجته، فالليل يزحف إلينا باعثا الرهبة في نفوس الأهالي الذين باتوا يخشون على أبنائهم من عبور الطرق الالتفافية التي يستعملها المستوطنون أيضا'.
من جهة أخرى، يعاني محمد الطردة الذي يسكن في مدينة الخليل ويعمل في رام الله منذ 7 سنوات، من تنقله يوميا بين مدينتي الخليل ورام الله ليقضي ساعات طويلة صباحاً ومساء متنقلا من الجنوب إلى الوسط.
ويبدأ الطردة مشواره يوميا الساعة السادسة صباحا، ليتمكن من الوصول إلى عمله حوالي الثامنة.
ويقول: ' كل موظف يخرج من منزله باتجاه عمله عابرا الحواجز العسكرية، نسير غير متأكدين من وصولنا نتيجة الظروف التي تمر بها الضفة الغربية، هي بالأغلب معاناة من لحظة الخروج من المنزل حتى لحظة الوصول إلى العمل، نشعر في بعض اللحظات عبورنا حدود دول بسبب كثافة الحواجز الإسرائيلية ونقاط التفتيش الطيارة'.
ويضيف: 'في بعض الحالات نقف نصف ساعة أو ساعة على الحاجز، وفي حالة التشديد الأمني يستغرق وقت احتجاز السيارات لأربع ساعات، لا مجال للتراجع، ولا طريق فرعي بإمكاننا أن نسلكه لتجنب الازدحام، وفي مجمل الأوضاع تكون الطرق سهلة أمام المستوطن مغلقة أمام الفلسطيني'.
وكانت سلطات الاحتلال صعدت خلال الأيام الماضية من عمليات إغلاق مداخل الخليل بشكل مفاجئ بالكتل الإسمنتية أو السواتر الترابية، في محاولة منهم لتضيق الخناق على سكان المحافظة بهدف عزلها عن باقي مناطق الضفة الغربية.