الاعلام سلاح كالبندقية في حياة 'ابو عمار'
- جيفارا سمارا
'لو كان الختيار حيا، لضجت وسائل الاعلام العربية والدولية بمشاهد الانتهاكات والجريمة التي ارتكبت بحق الطفل احمد مناصرة، فلم يكن رئيسا فقط بل كان اعلاميا يعرف كيف يجير الاعلام لخدمة القضية'، خلاصة اجمع عليها اعلاميون وقياديون عملوا مع الرئيس الراحل ياسر عرفات.
يقول الاعلامي فتحي البرقاوي 'لقد كان يقدر الاعلام جيدا، ويعرف كيف يستخدمه، وكان قارئا ومتابعا لكل شاردة وواردة، ويوجه من حوله من المسؤولين لاستقطاب الرأي العام الدولي لصالح القضية الفلسطينية، فقضية انسانية كقضية الطفل احمد مناصرة كانت ستكون قضية رأي عام دولي بحكم علاقاته وقدراته الاعلامية على مستوى العالم'.
ويضيف برقاوي 'ما زلت اذكر مثلا، عندما نفذ مقاوم من الجهاد الاسلامي عملية استشهادية، فقد كنت وقتها مع ابو عمار عائدين الى رام الله من اريحا، وكيف وعلى الفور وجهني بضرورة العودة الى الاذاعة، لايضاح وجهة النظر الوطنية الفلسطينية والهدف التحرري من وراء هذه العمليات'.
ويردف 'لقد كان يثير الرأي العام بتصريحاته ويعرف كيف يسلط الاضواء على كل الزوايا بما يخدم قضية الشعب الفلسطيني'.
ويؤكد الاعلامي زياد عبد الفتاح ان الرئيس الشهيد كان يدرك ان الاعلام سلاحا لا يقل في الاهمية والضرورة عن البندقية، فقد كان الى جانب الفدائيين والدعم من اهم اولوياته، مشيرا الى انه كان مؤمنا بان الاعلام هو من اهم محركات الثورة الفلسطينية.
ويتابع عبد الفتاح 'فقضية كقضية الطفل مناصرة، كانت ستستحوذ على اهتمامه ليفضح من خلالها كافة اشكال الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني'.
ويقول القيادي بحركة 'فتح' وعضو في المجلس المركزي نبيل عمرو 'من اهم سمات ابو عمار انه كان اعلاميا، الى جانب صفاته الاخرى وكان حريصا على علاقات وطيدة مع كل الاطراف الاعلامية عربية ودولية، بما يخدم قضية الشعب'.
ويضيف ''كان يفهم الاعلام جيدا فقد كان صاحب العبارة (لنتكلم اقل ونتحكم اكثر)، فقد كان بارعا في استخدام الحوادث لتجري الامور في صالح القضية لاثارة ردود الفعل الانسانية، واثارة الصدى المطلوب من وراء الحوادث والجرائم الاسرائيلية'.
ويتابع عمرو: ما زلت اذكر كيف كان ابو عمار يذهب شخصيا الى الاستديو ليشرف على مونتاج خطاباته وكلماته، فقد كان حقا اعلاميا ويقدر دور الاعلام'.