ممثلو المنظمات الأهلية يدعون إلى ضرورة وضع رؤية متكاملة لإعمار قطاع غزة
دعا ممثلو قطاعات المنظمات الأهلية، اليوم الأربعاء، إلى ضرورة وضع رؤية متكاملة لإعمار قطاع غزة، بمشاركة مختلف الأطراف بمن فيهم المتضررون أنفسهم، وقطاعات المجتمع المختلفة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي نظمته شبكة المنظمات الاهلية، والخاص بـ'استعراض أوراق الحقائق الخاصة بتأثيرات العدوان الإسرائيلي الصيف الماضي، ورؤية قطاعات المنظمات الاهلية تجاه اعمار قطاع غزة'.
ويأتي المؤتمر ضمن مشروع الدعم والمناصرة من أجل إنهاء الحصار، ووقف انتهاكات الحقوق، وتعزيز التنمية العادلة والفعالة، والضغط لإعمار قطاع غزة بالشراكة مع مؤسسة أكشن إيد الدولية.
وشدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة إعادة النظر في الالية الدولية للرقابة على دخول مواد البناء الى قطاع غزة، مطالبين بضرورة تكثيف الجهود وتطوير آليات للضغط من اجل رفع الحصار والسماح بحرية الحركة للبضائع والأفراد وإدخال المواد اللازمة للإعمار، إلى جانب وقف كافة أشكال الاعتداءات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وكان المؤتمر بدأ بجلسة افتتاحية أكد فيها مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا أن هذا المؤتمر وأوراق الحقائق المقدمة بداية لصياغة آلية عمل باتجاه خطوات أوسع من شأنها الدفع باتجاه إعمار قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتي بالشراكة مع مؤسسة 'أكشن ايد' الدولية.
واكد الشوا أن المؤتمر هو خطوة مهمة لتقديم أوراق الحقائق التي خرجت بها كافة القطاعات بهدف تسليط الضوء على واقع القطاعات، واستعراض مساراتها ومعيقاتها والقيود التي حالت دون تنميتها، وأن عملية الاعمار يجب أن تكون عملية وضمن رؤية شاملة متعددة المسارات بحيث تشمل ترميما وإعادة بناء للنظام السياسي الفلسطيني، وترميم صورة النضال الوطني التي تشوهت كثيرا بسبب الانقسام، وبإعادة بناء مقومات الصمود لشعبنا.
وفي كلمته أكد عضو الهيئة التنسيقية للشبكة عائد ياغي أن المؤتمر يأتي في ظل الحصار الظالم والانقسام المستمر على قطاع غزة وفي ظل الأوضاع المأساوية سواء الاجتماعية أو الاقتصادية التي يعيشها الشعب.
وأوضح أن هذه المرحلة هي الأولى لاستعراض كافة أوراق الحقائق لكافة القطاعات المختلفة، وذلك من اجل التوصل إلى صوت واحد، والضغط على كافة المسؤولين تبني هذه التوصيات. لافتا الى أن عملية الاعمار ما زالت تراوح مكانها.
وفي كلمة مدير مكتب مؤسسة 'أكشن إيد' الدولية رأفت حسونة، أكد أن رؤية المؤسسة هي الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني والعيش بكرامة، مشيرا إلى أن مؤسسة 'اكشن ايد' هي حركة عالمية مكونة من اشخاص يعملون معا لوضع حد للفقر ويؤمنون بالتغيير نحو الافضل.
وأكد مواصلة درب النضال في إنهاء الاحتلال الاسرائيلي ونيل حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي الجلسة الأولى، التي ترأسها مدير مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين رياض جنينة، أكد ضرورة تفعيل خطط القطاعات المختلفة 'الصحي، والزراعي، والتأهيل' وتوجيه الانشطة المنبثقة عن خطط القطاعات في الضغط تجاه تفعيل عملية اعادة اعمار قطاع غزة.
من جانبه، استعرض مدير جمعية ارض الإنسان عدنان الوحيدى رؤية القطاع الصحي تجاه عملية الاعمار والتنمية في قطاع غزة، وقال: إن هذه الورقة تتضمن الأضرار التي أصابت القطاع الصحي الفلسطيني في قطاع غزة وتنتهي بجملة من التوصيات التي من شأنها أن تسهم في تطوير القطاع الصحي في غزة والنهوض به.
وأكد أن هذه الورقة تهدف إلى تسليط الضوء على قطاع الصحة في قطاع غزة عبر تشجيع واقعه واستعراض مساراته والمعيقات والقيود التي حالت دون تنمية، إلى جانب التحديات والفرص التي يمكن استثماراها باتجاه إعادة بنائه واستنهاضه رغم ما يشهده من تراجع حاد، مطالبا بضرورة إعادة تأهيل البنية الصحية بما يشمل المرافق الصحية والمواد والأجهزة الطبية وتطوير خطة طوارئ وطنية شاملة.
من جانبه استعرض حسين أبو منصور مدير جمعية الامل للتأهيل، أهم الخسائر التي لحقت قطاع التأهيل خصوصا أثناء وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير، مشيرا إلى أن 42 شخصا من ذوي الإعاقة استشهدوا أثناء العدوان.
وأوضح أن الأشخاص ذوي الإعاقة تعرضوا للعديد من الانتهاكات داخل مراكز الإيواء والنزوح في ظل غياب الرعاية الطبية والتأهيلية، وعدم توفر الأدوات المساعدة والمستلزمات الطبية وغياب المواءمة البيئية لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة داخل مراكز الإيواء.
وأكد ضرورة إعادة بناء وترميم أماكن العمل الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة التي دمرت خلال العدوان بحيث تكون موائمة لاحتياجاتهم عبر التشاور معهم ومع مقدمي الرعاية لهم، وإشراك أشخاص ذوي الإعاقة أثناء تنفيذ خطة الاعمار من خلال حصولهم على فرص التشغيل المناسبة.
من ناحيته استعرض مدير المركز العربي للتطوير الزراعي محسن أبو رمضان رؤية القطاع الزراعي، مشيرا الى ان القطاع الزراعي واحد من القطاعات التي تعرضت للأضرار الفادحة والمباشرة جراء العدوان والعمليات العسكرية.
وأكد ضرورة العمل الجاد لوقف حالة التدهور والتراجع التي يشهدها القطاع الزراعي عبر خطط تنموية حقيقية تشارك بها كافة الأطراف ذات العلاقة بالعملية الزراعية من وزارة ومنظمات دولية ومنظمات أهلية ومنظمات قاعدية.
وشدد على ضرورة وضع خطط وطنية للمحافظة على جودة البيئة في قطاع غزة وتشجيع وتطوير معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها في ري المحاصيل، ومواصلة دعم المشاريع الزراعية مثل استصلاح الأراضي وصيانة الحمامات الزراعية والحدائق المنزلية ومشاريع الثروة الحيوانية.
وطالب بضرورة العمل على تطوير آلية التنسيق بين المنظمات الدولية والمحلية عبر زيادة فاعلية دور المنظمات المحلية في المجموعات العنقودية، وضرورة تعزيز التنسيق والشراكة بين المنظمات الاهلية على المستوى الوطني باتجاه بلورة آليات تضامنية وتكاملية بين المنظمات الأهلية.
وفي الجلسة الثانية التي ترأستها منسقة المشروع فداء الزعانين، أشارت إلى أن المؤتمر هو 'خطوة مهمة في اتجاه اتخاذ قرارات من شانها تسريع عملية اعادة اعمار القطاعات' التعليم، والمرأة، والشباب'.
وتناولت تغريد جمعة مديرة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية رؤية قطاع المرأة، وقالت: إن هذه الورقة تعكس رؤية وموقف المنظمات الأهلية العاملة في قطاع المرأة لتشكل مرجعية لها تعكس رؤيتها وأولويتها بالسياسات والتوجهات والآليات العاملة بهدف إعادة تأهيل واعمار قطاع المرأة والعمل على استنهاضه وتنميته وتطويره.
وأشارت إلى أن 483 من الاناث استشهدن خلال الحرب، 293 منهن فوق الثامنة عشرة، و190 دون سن الثامنة عشرة، و230 من النساء الشهيدات أرامل، و1442 جرحى كانوا من النساء 65 آنسات، و199 متزوجات، و6 مطلقات، و48 امرأة من ذوات الإعاقة أصبن خلال العدوان، و115 من النساء الجريحات تسببت اصابتهن بحدوث نوع من الاعاقة.
ودعت جميع الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة الى القيام بواجبها القانوني واتخاذ خطوات عملية لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي يمثل جريمة حرب مستمرة واتخاذ التدابير الكفيلة بحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
من جهته، شدد الناشط في قضايا الشباب من مركز العمل التنموي 'معا' مهيب شعت خلال استعراضه ورقة الحقائق رؤية قطاع الشباب تجاه عملية الاعمار والتنمية في قطاع غزة، على ضرورة وضع حل فوري لحالة الانقسام الفلسطيني وتشكيل جهة وطنية مركزية موحدة للإشراف على اعادة الاعمار تضم في عضويتها الوزارات المعنية المختصة، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة ومجموعة من الخبراء والمختصين.
وطالب بضرورة تحفيز مؤسسات التعليم العالي على اعتماد عدد ساعات تطوعية مجتمعية ضمن الخطة الدراسية، لكي تسهم بتنمية وتطوير قدرات ومهارات وخبرات الشباب في قطاع غزة، وتفعيل الشراكة بين منظمات المجتمع الدولي والمحلي ذات الاهداف والبرامج المتقاربة والمتكاملة للشباب.
وأوصى بضرورة تبني برامج ومشاريع للريادة الاجتماعية والانشطة التي تعتمد على خبرة ومهارات الشباب المتطوعين على اعتبارهم جزءا لا يتجزأ من كيان المؤسسة، وضرورة ان تعتمد مشاريع الاعمار على الشباب كقوة رئيسية، ما سيخلق لهم فرص عمل مستدامة.
وعن رؤية قطاع التعليم تحدث مدير مركز تعليم الكبار بجمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة عماد الحطاب، قائلا: ان هذه الورقة تتضمن ابرز المؤشرات الكمية والنوعية ذات العلاقة بالحق في التعليم بشقيه العام والعالي فضلا عن حالة التدهور المستمرة لنظام التعليم في قطاع غزة بفعل العدوان المستمر سيما الحصار المشدد في ظل استمرار الانقسام السياسي.
وأكد ضرورة اتخاذ اجراءات كفيلة بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية والضغط لرفع الحصار الجائر عن القطاع والسماح بإدخال مواد البناء وكافة مستلزماته لإعادة إعمار ما دمره من مدارس ومؤسسات تعليمية دون قيود.
واوصى بضرورة السعي الجاد نحو توفير الامكانات كافة للتوسع في انشاء المدارس اللازمة في غضون الاعوام المقبلة لمواجهة الطلب المتزايد على التعليم ومن اجل تحقيق جودة اعلى من خلال تقليل نسبة الكثافة الفصلية، وكذلك انهاء المدارس التي تعمل بنظام الفترتين، والعمل الجاد على نحو ايجاد بيئة قانونية حاضنة للتعليم تنسجم مع المستجدات والتغيرات وحاجات واولويات الشعب الفلسطيني.