في المستشفى... 'مستعربون'!
- ضحى سعيد
الساعة الثانية والنصف فجرا.. سيدة على كرسي متحرك تدخل مستشفى الأهلي ومعها مجموعة أشخاص، بعضهم يعتمر الكوفية الفلسطينية، ادعوا أنها في حالة ولادة 'مخاض'، بلحظات أشهروا أسلحتهم اختطفوا.. قتلوا... جاءت تعزيزات جيش الاحتلال وانسحبوا من المكان فور ارتكاب جريمتهم.
هكذا بدأت قصة استشهاد الشاب عبد الله عزام الشلالدة (27 عاما) فجر اليوم الخميس، عقب اقتحام وحدة قتل إسرائيلية 'مستعربون' متنكرة بزي مدني غرفة المصاب عزام عزات الشلالدة في المستشفى الأهلي في الخليل.
وصلت وحدة الموت المكونة من 21 عنصرا المستشفى في سيارتي 'ميني باص' اقتحموا غرفة الشلالدة في المستشفى، وأشهروا أسلحتهم في وجه من كان في الغرفة معه، واختطفوا الشلالدة وأطلقوا 5 رصاصات على ابن عمه عبد الله، إحداها اخترقت رأسه، وأخرى صدره، ليرتقي بعدها شهيدا نتيجة نزيف حاد.
المختطف عزام الشلالدة من بلدة سعير (22 عاما) كان أصيب قبل حوالي أسبوعين في منطقة وادي سعير، وصل المستشفى في وضع صحي خطير، أجريت لهد أكثر من عملية وتم تركيب وصلة شريانية له في منطقة الرقبة، ووضعه الصحي ما زال خطيرا.
الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة أسامة النجار قال لــ'وفا' إن قوة من المستعربين اقتحمت المستشفى فجر اليوم متنكرة بزي فلسطيني، معهم مجندة ادعوا انها في حالة ولادة، سيطروا على الطاقم الطبي تحت تهديد السلاح، اقتحموا غرفة الشلالدة وأعدموا ابن عمه، واختطفوا المصاب عزام، ونكلوا بشقيقه وربطوه في السرير.
وأوضح النجار أن المصاب يعاني أصلا من عدة إصابات، ووضعه الصحي خطير؛ فهو اصيب من قبل المستوطنين ويقبع في المستشفى من 25 أكتوبر الماضي.
واعتبر أن ما قامت به اسرائيل على يد مستعربيها هو عملية 'تخطيط للقتل والإعدام بدم بارد' في ظل صمت دولي على الجرائم المرتكبة بحق شعبنا، لا سيما وأنها ليست المرة الاولى التي تقتحم فيها قوات المستعربين المستشفيات التي تعتبر وفق القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة مكانا آمنا، مذّكرا بأن قوة من المستعربين اقتحمت المستشفى العربي التخصصي في نابلس الشهر الماضي، وكذلك مستشفى المقاصد في القدس أكثر من مرة، ما يعني أن دولة الاحتلال تنفذ مخططاتها وإجرامها بحق شعبنا على عين القانون.
وأوضح النجار ان الوزارة ستتواصل مع كافة المنظمات الدولية للطلب منها بشكل واضح اتخاذ إجراءات على الأرض لوقف انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المستشفيات، لافتا إلى ان الوزارة تقوم بالتحضير لتقرير نوعي حول هذا النوع من الانتهاكات سيوضع في يد القيادة الفلسطينية لاستخدامه في القضايا التي سترفع لمحكمة الجنايات الدولية.
وأكد أن الوزارة ستراجع فورا إجراءات دخول المرضى ومرافقيهم الى المستشفيات.
رواية النجار أكدها مدير المستشفى جهاد شاور الذي أكد أن وحدات القتل دخلت المستشفى على شكل مجموعتين معهم سيدة في حال 'مخاض' كما ادعوا، وعلى الفور تم مباغتة الموظفين والطاقم الطبي وتهديدهم بالسلاح، واقتحمت مجموعة الموت قسم الجراحة حيث يرقد المصاب وارتكبت جريمتها في المستشفى، وهو المكان الذي يعتبر آمنا ومحميا حسب القانون الدولي.
شاور، أوضح أن وحدة الموت وضعت المصاب عزام الشلالدة على كرسي متحرك أحضروه معهم- كانوا وضعوا عليه سيدة ادعوا أنها في حالة مخاض- بعد أن نكلت بشقيقه بلال، وأعدمت ابن عمهم عبد الله، ثم غادرت المستشفى بعد وصول قوة دعم من جيش الاحتلال.
وأكد أن كاميرات المراقبة في المستشفى وثقت عملية الاقتحام، مشيرا إلى أنه تم تسليم التسجيلات إلى النيابة العامة والأجهزة الأمنية.
القانون الدولي الانساني يشدد على ضرورة احترام الحياد الطبي، وتمكين الفرق الطبية من العمل بأمان، كما ينص على منع مهاجمة المسعفين بما في ذلك الأماكن الطبية، فيما تخرج سلطات الاحتلال على هذا القانون وكل القوانين الدولية بشكل شبه يومي، دون حسيب أو رقيب، وسط صمت دولي يشجعها على الغيّ والاستمرار بجرائمها، ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا إلى متى سيستمر هذا الصمت وإلى متى ستبقى دولة الاحتلال فوق القانون..!.