فرح يُزينه أسماء الشهداء
يامن نوباني
'سبل عيونو ومد ايدوا يحنولوا.. خصروا رقيق وبالمنديل يلفونوا' هي بداية أغنية سبل عيونه التي كتبها الشاعر الفلسطيني خالد ابو خالد، وغنتها فرقة جذور في العام 1988، للشهداء في أوج انتفاضة الحجارة، ثم صارت الأغنية جزء اصيلا من التراث الشعبي الفلسطيني، لا يخلو حناء عريس من غنائها.
يجلس العريس الفلسطيني في نهاية حفلة السهرة على كرسي، يحيطه الشبان، أحدهم يبدأ برسم الحناء فوق يده، بينما يُغني المطرب الشعبي 'سبل عيونه ومد ايدوا'.. إنه تداخل الحزن والفرح بشباب فلسطين.
الشاب الصحفي ثائر نصار، من بلدة عنبتا في طولكرم، اختار أسماء الشهداء منذ بداية الاحداث مطلع اكتوبر الماضي، ليزينوا بطاقة الدعوة الى فرحه، شهداء أغلبهم شبان لم تُمهلهم رصاصات الاحتلال ليصيروا عرساناً.
يقول نصار: في ظل الهبة الجماهيرية، والتضحيات التي يقدمها ابناء شعبنا، قررت كتابة أسماء الشهداء الذين ارتقوا في دعوة فرحي، فشعبنا يستحق الفرح، ولا ينسى شهداءه'.
ويتابع نصار، 'هذا أقل ما نقدمه للشهداء وعوائلهم، الذين استشهدوا من أجلنا، ومن أجل أفراحنا وبقائنا، ما قدمته هو لفتة لاستمرارية الحياة فينا وعلى أرضنا'.
على هيئة خارطة فلسطين صنع نصار بطاقة فرحه، يزينها علم فلسطين، بما يتناسب مع المزاج العام في الشارع الفلسطيني، الذي يقدم يوميا الشهداء والجرحى والأسرى، ويُصر برغم آلامه على الفرح والغناء.
ومنذ بداية الاحداث في أوائل اكتوبر، استشهد 86 مواطنا بينهم 18 طفلا وأربع نساء، أكثر من نصفهم غير متزوجين، فيما يحتجز الاحتلال 26 جثمان شهيد، فيما كانت جنازات من تم تشييعهم أعراسا وطنية، حيث شارك الآلاف في جنازة الشهيد مهند الحلبي، وكذلك جنازة معتز زواهرة، وجنازات شهداء الخليل 'دانيا ارشيد، بيان عسيلي، طارق النتشة، حسام الجعبري، بشار الجعبري'، وآخرين.. جنازات زف بها الشهداء زفافاً أبديا يليق بهم.