"ما بين عيبال وجرزيم"..معرض يُعرف بالمواقع الأثرية بنابلس
وفـا- رشا حرز الله
يحاول الفنان البلجيكي توم بوغارت كسر حاجز اللغة بينه وبين مجموعة من الأطفال والنساء الفلسطينيات الذين تسمروا لمعرفة فكرة زاويته الفنية التركيبية "مزرعة النمل ..كيف تقضي على فكرة دولة فلسطين" التي أقامها ضمن معرض "ما بين عيبال وجرزيم"، الذي ينظمه متحف المقتنيات التراثية والفنية في جامعة بيرزيت.
وتقوم فكرة زاوية الفنان بوغارت التي شيدها في أحد منازل البلدة القديمة وتحديدا حوش العطعوط في مدينة نابلس، على وضع سرب نمل في إشارة منه إلى الجيش الإسرائيلي داخل علب "الجيلاتين" التي يقصد بها مدينة نابلس من وجهة نظره، ومع الأيام يبدأ النمل بأكل "الجيلاتين" حتى يغير معالمها ويتلفها بشكل كامل.
وقال الفنان بوغارت: "زاويتي التركيبية تمثل ما تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي فعله للقضاء على فكرة الدولة الفلسطينية"، وما فعلته في مدينة نابلس بعد أن اجتاحتها عام 2002، عبر إقامة الأنفاق فوق الأرض، وتدمير جدران المنازل.. وغيرها".
وأضاف: "أقوم من خلال هذه المجسمات بإعادة خلق اللحظات والأحداث التي واكبت الاجتياح الإسرائيلي لمدينة نابلس، وخاصة ممارسات قوات الاحتلال والمتمثلة بتفجير الجدران وعمل الثقوب في جدران المنازل وتقطيع الطرق وغيرها من الإجراءات التي غيرت معالم المدينة".
ويعتبر معرض المدن السنوي الذي بدأ مشواره من مدينة القدس ومن ثم انتقل إلى رام الله، قبل أن يقع الاختيار هذا العام على مدينة نابلس، ملتقى للفنانين التشكيليين للتعبير عما يدور بداخلهم من خلال أعمالهم الفنية سواء بالرسم أو المجسمات أو الأفلام الوثائقية؛ في محاولة لإعادة إحياء تاريخ المدن الفلسطينية، والتعريف بالمواقع الأثرية والتاريخية الموجودة داخلها، والخصائص التي تميزها عن بقية المدن الأخرى.
وقالت القائمة على المعرض فيرا تماري: "عَملنا جاء هذا العام لإبراز استكشاف الكنوز الدفينة من المواقع الأثرية والتراثية في مدينة نابلس مع التركيز على البلدة القديمة، وإعادتها إلى سابق عهدها، في مسعى من المتحف لكشف الأماكن المهمشة والدلالة عليها ولفت انتباه المؤسسات المعنية للاعتناء بها أكثر، بالتنسيق مع محافظة وبلدية نابلس".
وأوضحت أن المعرض شمل زيارة سكة الحديد القديمة والقصور التاريخية داخل المحافظة، إضافة إلى المطحنة القديمة، وأشارت إلى أن المعرض لقي ترحيبا من قبل الأهالي بالمحافظة.
وقالت منسقة المعرض ميساء الجيوسي: "حاولنا من خلال المعرض الدخول والتغلغل في أروقة نابلس، وإنعاش الجوانب المهمشة".
وأشار عميد كلية الفنون في جامعة النجاح حسن نعيرات إلى أنه سيتم تكرار مثل هذه المعارض في بداية العام الجديد ولكن بصورة مختلفة، ولفت إلى أنه سيتم تنظيم بازار لطلبة فنانين للرسم أمام الجمهور، إضافة إلى فعاليات وأنشطة تتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع النابلسي.
وقال: "مدينة نابلس هي مزيج من تراث الدول والعواصم العربية، تجمعهم بين أحضانها لتظهر بأبهى صورها".
يذكر أن المعرض يستمر لمدة خمسة أيام، بمشاركة نحو15 فنانا تشكيليا فلسطينيا وعالميا.