قبيلة الهمجيين الدموية في بيروت وباريس - موفق مطر
مخطئ من يربط بين دموية الهمجيين وارهابهم ووحشيتهم، وبين اية قضية في العالم، تحديدا القضية الفلسطينية، فهؤلاء الذين فجروا صدور وقلوب اشقائنا اللبنانيين اول امس في برج البراجنة والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، الذين تابعوا جرائمهم ضد الانسانية في باريس ليلة امس، ورسموا بدماء الأبرياء نموذج عدائيتهم للانسانية والعقائد السماوية وشرائع الله التي اوحى بها للناس في الأرض، ودمروا الكنائس والآثار في سوريا الشقيقة، وليبيا ملامح القبيلة الآدمية المتوحشة، هؤلاء الذين احرقوا الطيار الأردني الكساسبة في القفص حيا، وجزوا رقاب المواطنين مسلمين ومسيحيين وكرد في العراق الشقيق، وذبحوا المصريين الأقباط والمسلمين في ليبيا، وسَبوا النساء وباعوهن كما تباع قطع الأثاث المنزلية، هؤلاء لا قضية لهم الا اشباع غرائزهم الدموية الرغبوية، مصابون بكل ما يخطر في بال العلماء والأطباء في العالم من الأمراض النفسية والجنسية، لادين لهم ولاعقيدة، لاصلة لهم بالبشرية والانسانية الا من حيث الشكل.
كان مشهدا مروعا، نيران تأكل الأحياء والشهداء الأبرياء، تلتهم بيوت الآمنين، اشلاء وأجساد آدمية متفحمة، صور لم نشهد مثيلها في بيروت الا اثناء الحرب العدوانية الاسرائيلية عليها قبل تسع سنوات، وعند تفجير موكب رئيس وزراء لبنان الأسبق الشهيد رفيق الحريري. اذن فلنبحث عن معمل الارهاب والمافيا العالمية (المختبر) الذي انتج هؤلاء!.
هؤلاء هم نتاج مزاوجة مفاهيم مستخدمي الدين، ومحرفيه، ومزوريه المتكسبين من تجارة التأويل والتفسير الرغبوي، المتضخم بالأنا، نتاج الصاعدين على اكتاف الناس، بعد ان تسلقوا على درج صمموه وصنعوه من مجلدات كتب قالوا ظلما وكذبا وبهتانا انها من امهات الكتب، او انها تفسيرات لكتاب الله (القرآن الكريم).
هؤلاء هم نتاج عقلية العنصرية، والغاء الآخر المخالف حتى بالسلوك وليس ما يدعونه عقيدة او مذهب او طريقة، فهؤلاء لافكر ولا دين ولا مذهب لهم، وانما ينتمون لنوعية من البشر، لاترى سبيلا الا الدماء الانسانية يجعلونها امواجا فيركبونها الى جحيمهم، الذي صوره لهم اسيادهم ومبتكرو خلايا ادمغتهم انها الجنة.
هم نتاج مفهوم الشعب المختار، والجنس المتفوق، ونتاج مقولة: كل مايملك غيرك مالم يكن سيفا في يدك حلال عليك دمه وماله وعرضه!!.. هم التلموديون، والاسلامويون، واولئك الذين بدأوا المجازر لافناء الشعوب وابادتها تحت رايات مزركشة بشعارات دينية، وغزوات البيض من اوروبا الى القارة الأميركية وابادة الهنود الحمر مازالت صدى معاركها في اجواء العالم.
هم نتاج مختبرات (السي اي ايه) و(الموساد) و(السكوتلانيارد) وغيرهم من الذين اذا اردوا تحقيق هدف في العالم، يوسع دائرة مكاسبهم ومصالحهم، يطلقون هذا (الفيروس الوحش) من مختبراتهم، افواج من المرضى النفسيين، منزوعة الرحمة ابدا من قلوبهم، اما التفكير، فقد ارجع الى نقطة الصفر، بعد ان تم تعطيل عقولهم، فهؤلاء الهمجيون الداعشيون ادواتهم من كل الأجناس والاعراق، وليس من الأديان لأن الدين سلام وغير ذلك مسميات وكلام، لا اصل له او امتداد الا في عالم المستحكمين برغيف خبز الفقراء في العالم، والرصاصة القنبلة والصاروخ، ومابينهما التكنولوجيا والصناعة ورؤوس الأموال.
ليس مصادفة تفجير الدماء الانسانية في باريس، مع بدء تطبيق عقاب اوروبي من نوع ما على منتجات المستوطنات، وقيادة فرنسية لأوروبا نحو تقديم مشروع لمجلس الأمن يفضي لحل الدولتين، فلسطين واسرائيل، وهذا ما اعتبره الاسرائيليون انذارا بالخطر الداهم من اوروبا حيث ولد المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني.
ليس مهما من نفذ، لأن الأهم من سيحصد، فقد تعثر السلطات اللبنانية على اسماء وأدلة تثبت تورط اشخاص من جنسيات ما، وكذلك قد تفعل السلطات الفرنسية، لكن الحكمة والصواب ان يفتشوا عن المستفيد، وبالمختصر المفيد عليهم البحث عن آخر نقطة وصلت اليها اصابع اخطبوط الموساد، فدولة اسرائيل التي لم تحاسب المستوطنين (دواعش اليهود) الذين احرقوا عائلة الدوابشة، والحاخام الذي اختلى بحرق الفتى محمد أبو خضير، من البديهي جدا ان يحرق (موسادها) بيروت وباريس، لتحقيق غايات في نفس نتنياهو، فهذا الذي تحدى سيد البيت الأبيض، يكمن الشر في نفسه بما يكفي لاحراق العالم.
يجب الأخذ بعين الاعتبار ان (الدواعش) قد يكونوا رؤساء حكومات وجنرالات ووزراء، ورؤساء اجهزة استخبارات، وليبحث العالم قبل ان يشن حرب الابادة على (قبيلة الهمجيين) ان يطهر رؤوس الدول، واجهزة امنها، وتحديدا الكبرى من الارهابيين، وان يدمر المعامل (المختبرات) المنشئة لبطن وافخاذ هذه القبيلة، وينصب ميزان العدل، وينتصر لقيم السلام، فتفنى قبيلة داعش الى الأبد.