"صورة شعب " اوبريت يحاكى تاريخ القدس ونبض الانتفاضة الشعبية
شاركت اكثر من 12 فرقة دبكة شعبية من مختلف الاعمار بجانب مطربين وموسيقيين من غزة بأكبر عمل فنى استعراضي غنائي حاكى تاريخ القدس ومعاناة اهلها المستمر مع المستوطنين وجنود الاحتلال ، انتصر للإنسان الفلسطيني وروح الاصرار لديه في الدفاع عن ارضه ومقدساته .
الاوبريت الذى انتجته جمعية الثقافة والفكر الحر ، جاء ضمن افتتاح الايام الوطنية الثقافية التي اطلقتها الجمعية تحت عنوان" موطني" لدعم ومساندة الانتفاضة الشعبية ثقافيا وفنيا، في الشاليهات بمدينة غزة ،بحضور مميز من كافة الفعاليات الوطنية والفنية والثقافية والاهلية و الحقوقية والدولية والاعلامية في القطاع .
وتضمن الاوبريت ثلاث لوحات رئيسية جسدت محطات من الحياة اليومية في القدس المحتلة ونشاطات أهلها ومعاناتهم جراء الاحتلال الإسرائيلي ،وصولا لأهمية الوحدة الوطنية في مواجهة غطرسة المحتل ومستوطنيه ، نجحوا خلالها في إيصال الأجواء الروحية والحياتية المميزة للقدس المحتلة ، وضعوا الحضور في قلب المدينة ،فاشتموا رائحة البخور المنبعثة من قناديلها، ولفحت وجوههم شالات القماش المعلقة في سوقها، وجلسوا على مقاهيها.
وتداخلت مع العروض الفلكلورية فقرات غنائية لأشهر المطربين في غزة، اخذت اصواتهم الحضور في رحلة إلى أعماق الروح، وقادتهم إلى أبواب المسجد الأقصى المبارك، وأجلستهم على نوافذ قبة الصخرة، تحسسوا بأيديهم سجادها، وحملوا بأرواحهم قبل أكفهم مصاحفها، واصطفوا في الصلاة خلف إمامها.
وقالت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت :" ان استخدام سلاح الفن والثقافة يؤكد أننا شعب لا يكف عن الحياة وعن بناء التراكم الثقافي اليومي المتمسك بالأصالة والمنفتح على التجدد الخلاق، مضيفة ان جمعية الثقافة والفكر الحر ومن باب مسئوليتها الوطنية تقدم هذا الاسهام الثقافي كدرعا ثقافيا وفنيا موازيا وداعما للهبة الثورية على الارض في مواجهة غطرسة الاحتلال ومستوطنيه.
واكدت زقوت ان رسالتنا من الايام الثقافية الوطنية "موطني" والتي نفتتحها اليوم بأوبريت" صورة شعب" تقضي أن الفن رسالة بحد ذاته وهو احد الادوات النضالية المهمة لإبقاء القضية حية، فالتأثير على الشعوب من خلال الفن يكون عبر الأعمال التراكمية المتكاملة، فإن أتينا بالكلمة وحدها لن تكون كافية إلا في حين تجمعها وتراكمها، فنحن حتى اليوم نتغنى بشعر وأغاني من سبقونا وندبك على الحانهم لوحات من الفلكلور الشعبي ،مبينة ان هذه الفعاليات تراكم الابداع وتعزز الحراك الثقافي وتدعم التوجه التحرري لشعبنا في نضاله من اجل الحرية والاستقلال بوسائل ابداعية وحضارية .
فيما اكد المهندس سمير مطير وكيل وزارة الثقافة ، ان هذه الفعاليات الثقافية تعطى صورة اخرى مشرقة للعالم وبلغة فنية حضارية في دفاعنا عن قضايانا العادلة ، لتؤكد على اسلامية القدس وعروبتها ، ،مشيرا الى اننا بحاجة لكل الادوات والوسائل حتى نتمكن من حشد العالم لقضيتنا العادلة .
وحيا مطير جمعية الثقافة والفكر الحر على هذه الايام الثقافية الوطنية المساندة لانتفاضة القدس و التي تؤكد حس الانتماء الوطني عندها ،وعلى مجمل انشطتها الثقافية والتوعوية والتنموية النوعية .
وقال خليل فارس مدير نادى الشروق والامل التابع للجمعية والمشرف على الاوبريت :"'تتجلى في هذا العمل وحدانية الفكر الفلسطيني، ووحدانية السياسية والثقافة والهم والمصير، ونهدي العمل لكل فلسطيني ساهم في النضال على طريقته، مثمنا جهد كل الفرق والفنانين المشاركة بالأوبريت وبمخرج العمل محمد عوض ،مشير الى ان الفنانين جميعا نجحوا في التعبير فنيا عن القدس ، فهذه القيمة الكبيرة هي القيمة التي نعمل من اجلها جميعاً".
تقرير عطية شعت- تصوير عبدالرحمن الحمران