غزة: نقوش تشكيلية تنطق بتجذر شعبنا في أرضه ويومياته النضالية
نطقت نقوش ريشات فنانون تشكيليون في مدينة غزة، بتجذر شعبنا في أرض الأجداد، صارخة بأن شعبنا متجذر وخالد فيها ويستحق الحياة عليها، ولن يستكين في الدفاع عنها حقه التاريخي والوجودي فيها.
وفي ذات الوقت، أعادت هذه الريشات لـ120 فنانا، تشكيل يوميات شعبنا النضالية، وتخليد شهدائه بإعادة رسمهم بطرق فنية ابداعية، بشكل حي أمام الجمهور.
نضال شعبنا ضد الاحتلال تجسد في المعرض الفني المستمر حاليا، الذى نظمه مركز بناة الغد والمركز الثقافي'، التابعان لجمعية الثقافة والفكر الحر، على شاطئ بحر غزة، تحت عنوان 'وللريشة كلمة'، ضمن فعاليات اليوم الثاني للأيام الوطنية الثقافية 'موطني'، التي أطلقتها مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر، بحضور مميز من كالفعاليات الوطنية والأهلية والفنية في قطاع غزة.
فنانون من أجيال وتجارب مختلفة شاركوا بريشاتهم وألوانهم بالمعرض، الذى انقسم الى قسمين: جدارية فنية حية طير خلالها الفنانون رسائل حياة عبر ألوانهم التي امتزجت فيها خيوط القتل والرصاص التي يطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي بخيوط التحدي والصمود للشبان الفلسطينيين، لتشكل لوحة فنية نطقت نقوشها وصرخت بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
فيما جسد القسم الثاني في المعرض، الذي رسمته أنامل فنانين وفنانات بعمر الزهور من قسم الفن التشكيلي بمركز بناة الغد، صورا حية التقطتها عدسات المصورين لتعيد رسمها بشكل إبداعي وفنى، راسمةً الشهداء تكريما لعطائهم.
وتقول الفنانة ولاء أبو العيش: رسمنا بانوراما فنية كاملة تجسد الهبة الجماهيرية في الضفة دعما ومؤازرة لهم ولنؤكد على حقنا في الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا، وكرمنا الشهداء بإعادة رسمهم لنقول للعالم إن شهداءنا ليسوا أرقاما، بل وراء كل شهيد ألف رواية وحكاية أمل وطموح. من هنا حق علينا أن نخلدهم عبر رسمهم بطريقة فنية احترافية، من ثم نشرها على أوسع نطاق حتى لا تُمحى ذكرى شهداء أغلبهم في ريعان شبابهم وفي عمر الزهور، وأن هؤلاء الشهداء ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الوطن ومستقبله وكرامته وصون مقدساته.
وتقول الفنانة الطفلة مديحة المجايدة (15 عاما)، إن أحد اهم أهداف المعرض فضح ممارسات الاحتلال بحق شعبا، متمنية أن تجول معارضهم كسابقاتها، في بعض الدول الأوروبية لتوضح للشعوب والرأي العام العالمي أن هناك شعب تنتهك حقوقه على مسمع ومرأى من العالم.
أما مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت، فأكدت على أهمية استثمار كافة الوسائل والأدوات ولاسيما الفنية والثقافية، لتساند النضال الوطني على الأرض، وقالت إن المؤسسة تفكر بوسائل عديدة لنشر المعرض ليصل لأكبر عدد من الجمهور في العالم، لكى تصل رسالة هؤلاء الفنانين.
ولمدير المركز الثقافي حسام شحادة وجهة نظر مختلفة، إذ يعتبر أن الفن ليس مجرد رفاهية، وليس نزهة مترفة برفقة اللون تنتهي معلقة على الجدران، بل أن اللوحات تراكمات تجارب التشكيليين الفلسطينيين منذ النكبة وحتى الآن.
ويضيف: لطالما كان الفنان الفلسطيني حاضراً مع أي فعل مقاوم في شتى ساحات النضال مع اختلاف مراحلها وأساليبها، يحمل داخله هم قضيته والدفاع عن جذوره وهويته، سلاحه ريشه، ولغته الألوان يرصد ويؤرخ بها عنفوان وأصالة الانسان، متنبئاً ومبشراً بالنصر تارة، وناقداً جريئاً وفاضحا لطغيان وعربدة الاحتلال تارة أخرى، مستذكرا فن ناجى العلي الذي كانت يده كروح متقمصة في كل جدران تقذف ذلك القزم الصهيوني، وتحرر 'حنظلة' من عقاله.
من جهتها، أكدت مديرة مركز بناة الغد آمال خضير، على هذه المعاني التي كانت من وراء تنظيم المعرض، وقالت: إن الفنان الفلسطيني ابن شعبه وجزء من النسيج الاجتماعي والتفافي، وهو ابن المكان والزمان يحمل على عاتق ريشته همومه وآلامه، وينحاز إلى قضاياه. ومن الطبيعي أن يجتمع الفنانون كبارا وصغارا في هذا المعرض ليظهروا موقفهم الجمالي ضد القبح المتمثل في الاحتلال وممارساته.
وأضافت 'إيماننا في جمعية الثقافة والفكر الحر بمراكزها المختلفة، بالفن كسلاح ناعم وقوي في وجه الاحتلال الإسرائيلي يجعلنا نكثف من فعالياتنا الثقافية والموسيقية والفنية لتؤرخ لنضالات شعبنا على الأرض وتفضح ممارسات الاحتلال وجرائمه'.
وتضمن اليوم الوطني أيضا، استعراض على أنغام نشيد 'موطني' قدمه أشبال مركز بناة الغد، فيما غنت وعزفت المجموعة الموسيقية في معهد إدوارد سعيد العديد من الأغاني الوطنية والتي تفاعل معها الجمهور وغنى معها. في حين كانت خلال المعرض.