بأناقة المسؤولية الاخلاقية
تتعالى في اوروبا رغم جرحها الباريسي البليغ، الاصوات السياسية والدبلوماسية الشجاعة، التي تقول بصريح العبارة او بمعناها ان تفشي الارهاب وعلى هذا النحو البشع والمتوحش الذي نشهده هذه الايام، انما سببه انعدام الحل العادل حتى الان للقضية الفلسطينية واضحة العدالة والحق والمظلومية. من باريس وما زال دم ضحاياها طريا، رفض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التوظيف القبيح لهذا الدم، الذي حاوله رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لصالح حربه الارهابية ضد شعبنا، رفض هذا التوظيف حين رد على مكالمة التعزية الهاتفية للرئيس ابو مازن ان فرنسا تتضامن مع شعب فلسطين قائلا "اننا نشعر بمعاناة شعبكم"، والى جانب ذلك كان الاتحاد الاوروبي يقرر وسم منتجات المستوطنات الاسرائيلية لمقاطعتها، وهو القرار الذي ضرب حكومة الاستيطان في اسرائيل بالصميم ما جعلها ترد على نحو بغيض في اللغة والموقف. وبالامس وفي"ستوكهولم "عاصمة السويد الشقيقة، اعادت وزيرة الخارجية السيدة "مارغو اليزابيث والستروم" كلام الشجعان، على مسامع العالم كله والذي طالما كان وما زال هو الكلام الذي يضع النقاط على الحروف وهو يرى بدون اي لبس: "ان جذور الارهاب البشع الذي بات يضرب في كل مكان، انما ينبع من المحنة الفلسطينية، وحيث لايرى الفلسطينيون مستقبلا"، انه كلام الشجعان حقا, الذي يعبر عن هذا التفهم الواقعي والعميق لا لسبب الارهاب فحسب، وانما كذلك لمعاناة شعبنا جراء ارهاب الاحتلال واستيطانه ومستوطنيه، ما يؤكد ان المعضلة ستبقى دائما في هذا الاحتلال، وان الحل يكمن في زواله، وزوال استيطانه، وإلا وكما قالت وزيرة الخارجية السويدية "يجب علينا ان نقبل بالحالة اليائسة او ان نلجأ للعنف"، والحقيقة والواقع ليس هذا موقفا سياسيا شجاعا فقط وانما هو في الاساس موقف انساني بالغ التحضر، اعادته خارجية السويد مرة اخرى، باناقة المسؤولية الاخلاقية وشفافيتها، وبروح المصداقية ولغتها وتاريخها السويدي العريق. الاحتلال اجل, بسياساته العنصرية ومستوطناته وحواجزه، الاحتلال بكل حضوره القبيح على ارض الفلسطينيين، وفي حياتهم هو المعضلة، وهو سبب الارهاب والخراب والعنف، والفوضى التي لم ولانظن انها ستكون خلاقة في يوم من الايام! هل ثمة اسباب اخرى. .؟؟ بالتأكيد، غير ان جميع الاسباب الاخرى هي من نتاجات تواصل الاحتلال الاسرائيلي، ليس ذلك فحسب وانما هي ايضا من نتاجات تعدي اسرائيل على قوانين الشرعية الدولية، وهي اليوم الدولة المارقة رقم واحد في هذا الاطار، بل يحلو ليمينها المتطرف ان يزهو بإسرائيله كدولة فوق القانون. ..!! ومرة اخرى وأخرى ودائما، لاحل ولا مواجهة فاعلة وحقيقية، تنهي هذا الارهاب البشع الذي بات يتفجر في كل مكان، بعيدا عن تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية، ويقيم السلام المرجو الذي وحده يحقق الامن والاستقرار في هذه المنطقة وفي العالم اجمع، السلام السلام اذا، ولا طريق سواه ولا مستقبل، والعالم كله يعرف إما فلسطين الدولة الحرة المستقلة، واما النار جيلا بعد جيل.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير