مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

شادي عرفة.. العريس الشهيد- دعاء زاهدة

 أتكفي حسرة الأم وصرخات عيونها المكلومة على أصغر أبنائها لترسم لنا صورة كاملة للحزن!  أم قلبها الذي انفطر على عروس ابنها الأرملة التي تحمل في أحشائها جنيناً سيخرج إلى نور الحياة بلا أب في قاموس مفرداته.

هالات سوداء غطت عيون الزوجة، وقفت تستند إلى أيدي قريباتها، ومن حضرن لمشاركتها حزنها برحيل شريك العمر، بالأمس فقط حلما بطفلهما معاً، حضّرا قوائم الأسماء، واختارا الزاوية التي سيتموضع فيها سرير الصغير .. اليوم ستكمل أحلامها وحيدة.

الشهيد شادي زهدي عرفة (26 عاما) من مدينة الخليل، مهندس اتصالات يعمل في بيت لحم، عريس لم يمض على إتمام زفافه إلا بضعة أشهر، له من الأشقاء أربعة وأخت واحدة، تتساءل بدموع عيونها التي لم تجف إن كان شادي فعلاً رحل، أو أنه كابوس ثقيل.

بالأمس كان يجلس إلى جوارها، يحتضنها و يقبل يدها ورأسها، اليوم تقف الأم إلى جانب ابنها،  تضع يدها على جبينه البارد، تقرأ على رأسه آيات  الحفظ ، تحصنه و تدعو له بالرحمة. مرددة: 'حسبي الله عليهم، أخذوه عريسا مني، وهو لم يرتكب أي ذنب، الله يرضى عليه دنيا وآخرة، حسبي الله ونعم الوكيل'.

بذات اليد التي تستقبله كل يوم على باب المنزل فرحاً به، لوحت زوجة الشهيد للمرة الأخيرة لزوجها، لتحفظ في ذاكرتها آخر صورة له محمولاً على أكتاف أحبابه مفارقاً الدنيا إلى مثواه الأخير.

 أصدقاء الشهيد وعائلته وأقربائه الذين فجعوا بخبر استشهاده التفوا حول المنزل، ليحتضن أصدقاء شادي جسده للمرة الأخيرة، هامسين بأحلامهم المعلقة في أذنه.

شقيقه بهاء يقول: 'هذا احتلال وهذه جرائمه بحق الشهداء، شقيقي كان عائداً من عمله بعد أن أدى واجبه، من مدينة بيت لحم إلى الخليل، وصلنا الخبر من أصدقائه ثم راجعنا الارتباط الفلسطيني الذي أخبرنا أنه مصاب برصاصة وحالته خطيره ليعلن نبأ استشهاده لاحقا'.

يضيف: 'ادعى الاحتلال بداية أن شادي قتل برصاص فلسطيني ليعترف لاحقا الإسرائيلي أن شادي قتل برصاصه إسرائيلية 'خطاً'. سنقوم بتتبع الإجراءات القانونية من أجل محاسبتهم ورفع قضيتنا إلى المحاكم الدولية'.

شادي الطالب المتفوق في مدرسته، الأكثر أناقة و بساطة بين رفاقه، القارئ النهم ولاعب الشطرنج الأحذق بين أصدقائه، لم تسعفه حركته الأخيرة بتلافي الخطر الذي داهمه بطرف عين، لتسرع إليه رصاصة إسرائيلية تكتب قدره شهيدا.

 خرج الشهيد شادي زهدي عرفة، من منزل العائلة الكبير في ضاحية سنجر إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بمدينة الخليل، وليجوب موكب جنازته شوارع الخليل من شمالها حتى جنوبها ليودع المدينة التي أحب حتى الملل، بمشاركة أهالي المدينة الوفية لشهدائها المحبين.

وكان الشهيد عرفة قضى مساء أمس برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة تجمع مستوطنات 'غوش عتصيون' المقام شمال الخليل. وقد سلمت الليلة الماضية قوات الاحتلال الإسرائيلي جثمانه للارتباط العسكري الفلسطيني لينقل بواسطه سيارات الهلال الأحمر الفلسطيني إلى المستشفى الأهلى في مدينة الخليل، وادعت قوات الاحتلال أنها 'اطلقت النار بالخطأ على الشاب عرفة خلال عملية في المنطقة.

ـــ

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024